مهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطريق الليلة الماضية أمام زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان في إطار إستراتيجية جديدة للمنطقة متغلبا على شكوكه بشأن القتال في أطول صدام عسكري خاضته الولاياتالمتحدة. وقال ترامب في كلمة تلفزيونية في قاعدة عسكرية قرب واشنطن إن موقفه الجديد يهدف إلى الحيلولة دون تحول أفغانستان إلى ملاذ آمن للمتشددين المصممين على مهاجمة الولاياتالمتحدة. ووسع ترامب سلطة الجيش الأمريكي بالنسبة لاستهداف القوات المسلحة الأمريكية للمتشددين والشبكات الإجرامية. وقال إن أعداء الولاياتالمتحدة في أفغانستان" يجب أن يعرفوا أنه ليس هناك مكان يختبئون فيه.. وليس هناك مكان لا تصل إليه الأسلحة الأمريكية"، وقال ترامب إن"قواتنا ستقاتل لتنتصر" ولم يحدد جدولا زمنيا للمدة التي ستبقى فيها القوات الأمريكية في أفغانستان. وجاءت كلمة ترامب بعد مراجعة استمرت شهورا للسياسة الأمريكية ناقش خلالها مرارا مستقبل التدخل الأمريكي في أفغانستان حيث حقق مقاتلو طالبان مكاسب في الأراضي. وتغلب ترامب على شكوكه بشأن الحرب التي بدأت في أكتوبر 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر في الولاياتالمتحدة . وكان ترامب قد قال مرارا خلال الحملة الانتخابية العام الماضي إن الحرب مكلفة جدا فيما يتعلق بالأرواح والأموال. وقال في كلمته "حدسي الأساسي يدفعني للانسحاب ". ولكنه أضاف أن مستشاريه للأمن القومي أقنعوه بتعزيز قدرة الولاياتالمتحدة على منع حركة طالبان من الإطاحة بالحكومة التي تدعمها الولاياتالمتحدة في كابول. ولم يحدد ترامب عدد الجنود الأمريكيين الذين سيتم إرسالهم ولكن لدى وزير الدفاع جيمس ماتيس خططا لإرسال نحو أربعة آلاف جندي آخرين إلى جانب 8400 جندي موجودين حاليا في أفغانستان. وعرض ترامب أيضا نهجا أكثر تشددا للسياسة الأمريكية تجاه باكستان وحذر كبار المسؤولين الأمريكيين من أنه قد يخفض المساعدات الأمنية لباكستان إذا لم تتعاون بشكل أكبر في منع المتشددين من استخدام ملاذات آمنة في أراضيها. وقال ترامب "لا يمكن أن نسكت بعد الآن على ملاذات باكستان الآمنة. "باكستان لديها الكثير لتكسبه من الشراكة مع جهودنا في أفغانستان. ولديها الكثير تخسره بمواصلتها إيواء الإرهابيين". وقال ترامب أيضا إن الولاياتالمتحدة تريد من الهند المساعدة بشكل أكبر في أفغانستان و لاسيما في مجال التعاون والتنمية الاقتصادية. وأوضح أن لصبره حدودا فيما يتعلق بدعم الحكومة الأفغانية قائلا إن على كابول أن تزيد من تعاونها من أجل تبرير استمرار التزام الولاياتالمتحدة تجاهها.