كشف مدير الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية محمد السويدان أن الأسر في المجتمع السعودي مازالت تثق بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم والمراكز الصيفية بإلحاق أبنائها بها صيفا على الرغم من موجة الخوف من الفكر الإرهابي الضال، وذلك لأن مثل هذه الدور تمثل البيئة الآمنة على أبنائهم وبناتهم، فهناك إقبال كبير من قبل الأسر لإلحاق أبنائهم في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم والمراكز الصيفية والدورات المكثفة خاصة مع توفر البيئة النظيفة التي تعمق من القيم والأخلاق الحميدة كحب الله ورسوله وبر الوالدين وحفظ كتاب الله. وقال السويدان إنه تم الإعلان عن برنامج في أحد الدور النسائية في الدمام، وهو برنامج مكثف لحفظ القرآن، ويبدأ في السابعة صباحا وينتهي في السابعة مساء، ومن المتوقع أن من يسجل في مثل هذا البرنامج عدد محدود نظرا لطول ساعات البرامج، إلا أن المفاجئة وصول عدد الفتيات اللواتي قمن بالتسجيل إلى 1000 فتاة، علما أن البرنامج بدأ في الرابع من رمضان وسيستمر حتى 30 ذو الحجة من خلال 25 دورة مكثفة للبنين. وأكد السويدان أنه تم تسجيل أكثر من ثلاث آلاف طالب يأتون إلى المسجد لصلاة الفجر ويجلسون حتى الثامنة صباحاً، ويتدارسون القرآن ثم يعودوا بعد صلاة العصر، ولذلك فإن الفصل الواحد يشمل 150 طالباً بالإضافة إلى الأعداد النسائية الكبيرة من المدن والقرى. وأوضح بأن اختيار الأساتذة والمشرفين القائمين على التدريس في مثل هذه الحلقات والمراكز يتم مقابلتهم واختيارهم من خلال سيرتهم المعروفة بالانضباط، ويتم زيارتهم من قبل المشرفين المختصين في المساجد، كما أن هناك من يزور أيضا الدور النسائية، ويتم متابعة البرامج. التقليص خطأ كما شدد أستاذ العقيدة في جامعة الملك خالد د. عبدالعزيز القنصل على أن للمراكز الصيفية دور بناء وإيجابي في دعم الوسطية لدى الأبناء والبنات، لأنها تطرح في العلن ويشرف عليها نخبة من الأستاذة والمتخصصين والمربيين المميزين تحت إشراف الدولة وتحت عينها، ولذلك فمثل هذه المراكز الصيفية في منأى عن الخطر مما يطرح في الخفاء ويطرح بعيدا عن المراكز الرسمية وما عرف من التطرف والإرهاب والتشدد والتكفير، إلا حينما ألغيت مثل هذه المراكز الصيفية فاختطفت الشباب الايدي الآثمة وذهبت بهم بعيدا إلى الانحلال والتطرف حتى أصبح لا يحارب إلا دين الله. ونوه القنصل أن هناك من تم اختطافهم وذهبوا إلى أقصى درجات التطرف فحاربوا دينهم، ولذلك فحينما تختفي مثل هذه المحاضن الرسمية والتي تشرف عليها الدولة ويشرف عليها الفضلاء من المربين، فحينها يتولد جيل شبيه بالجيل الذي امتهن التطرف وتكفير المجتمعات وهو إنما من مدارس بعيدة عن الدين والجامعات الاسلامية والمحاضن الدينية، فلم يسبق أن سمعنا عن أحد الارهابيين تخرج من مدارس تحفيظ القرآن الكريم أو كان ملتحقا بمثل هذه المراكز الصيفية المثمرة إنما كان لديهم البذرة وخريجون من الثانوية أو جامعات تقنية أو علمية لا علاقة لها بالدين لأن الدين فطرة في الإنسان ولا يمكن أن يلغيه، فإذا لم يتشبع هذا الإنسان من قبل محاضن رسمية فإن المخرجات ستكون مدمرة فأسباب مثل هذا التطرف كان جراء غياب المحاضن الرسمية والمختصرات الدينية التي أساءت للدين، والتي وضعت كتاب الرياضيات في مجلدين لطفل مازال في مراحله الأولى ووضعت كتاب الفقه والتوحيد والتفسير في ورقتين فكانت هناك مثل هذه المخرجات فيلبسون لباس الدين ويتزينون بكلامهم لكنهم ليسوا منهم. وبين أستاذ العقيدة في جامعة الملك خالد أن من الخطأ تقليص دور الجامعات الاسلامية والمعاهد العلمية لأن ذلك يخرج مثل هؤلاء المتطرفين لذلك لابد أن تعود مثل هذه المحاضن بقوة وتقوم بمعملها تحت إشراف الدولة، مشيراً إلى أن مثل هذه المراكز الصيفية وجمعيات تحفيظ القران يتم متابعتها من خلال وضع أسماء للذين يقومون بمثل هذه المراكز والمحاضن وهي الاسماء التي لا غبار عليها وتكون معروفه في الساحة العلمية والتربوية والتعليمية وبأنها أسماء نظيفة بعيدا عن التطرف وعن الغلو وعن التكسب المالي فالبعض يريد أن يدخل في مثل هذه الحاضنات من أجل التكسب المالي والبعض يدفع من جيبه حتى ينشر معلومات خاطئة فيختطف الشباب فلابد أن يكون هناك نظرة للشخص الذي يسند له دور في مثل هذه المحاضن والمراكز الصيفية فيتم اختيارهم من قبل المؤسسات العلمية ويكون هناك مسؤول عليهم. اختيار دقيق وأكد خبير في ادراة المراكز الصيفية عبدالله الشمري بأنه فيما يتعلق بمراقبة الأوساط النسائية في مراكز الدور الصيفية فإن ذلك يتم من خلال اعتماد اسماء معروفة تاريخيا وثقافيا فغالبا ما يتم اعتماد اسماء المشرفين بعد أن يتم رفع أسمائهم لإدارة التعليم وإدارة التعليم بدورها ترفع إلى الامارة ثم وزارة الداخلية وأي شخص عليه ملاحظة لايمكن من العمل أبدا،فهناك تواصل دائم بين اجهزة الدولة وبين المراكز والدور فيما يتعلق بأصحاب الفكر المتطرف ومن عليه ملاحظة يستبعد فورا،كما أن البرامج المقدمة لايمكن أن تخضع لمزاجية المعلم فالبرامج مجهزة مسبقا بناء على احتياجات الشاب المعرفية والثقافية والتنمية البشرية. وذكر الشمري بأن السيدات يتم متابعتهن بشكل دقيق فيتم اختيار المشرفات بعناية ثم يتم اختيار الطاقم، ولذلك فهناك حرص على متابعة آداء المشرفة والطاقم من خلال التواصل مع بعض الطالبات للتقييم الدائم ومعرفة الكم المعرفي الذي تم اخذه من المعلمة وإذا ما وجدت ملاحظات عليها يتم استبعادها فورا إلا أن ذلك لا يحدث لأن المعلمة غالبا ما تكون ابنة المكان فتكون إحدى الطالبات اللواتي تخرجن من المركز على مر سنوات فيتم ترشيحها للتدريس. د.عبدالعزيز القنصل محمد السويدان عبدالله الشمري