سلم محمد واشم الفهيقي هيئة السياحة والتراث الوطني قطعتين أثريتين تعودان إلى العصر الحجري النحاسي، وطالب حائزي الآثار من المواطنين والهواة والمهتمين بجمع القطع النادرة، على سرعة مبادرتهم بتسليمها إلى الهيئة، موضحاً أن المسؤولين يقابلون المواطنين بكل حفاوة وترحاب، وأنه كان سباقاً بتسليم قطعتين أثريتين لديه فلم يجد منهم سوى الشكر والتقدير والتكريم المادي والمعنوي. نزهة برية محمد من مواليد صحراء الجوف، يهوى المشي في الصحراء وصعود الجبال وسط الشعاب والوديان، ولديه اهتمامات بالتراث منذ نعومة أظفاره بفضل نشأته في بيئة بدوية عاشقه للطبيعة، وتنجذب دائماً نحو الأصول التاريخية والحضارية، كما أنه تربي في مدينة لها إرث قديم يتمثل في قلعة زعبل وقلعة مارد وآثار الشويحطية التي تعد من أقدم الممالك، فضلاً عن أن عمله بالأمن العام في منطقة الجوف ساهم في تشكيل وعيه بالقيم التاريخية والأبعاد الحضارية لكل مفردات التراث الوطني. وفي أحد الأيام خرج محمد مع أسرته في نزهة برية، بأحد الأودية غرب مدينة سكاكا، وبينما يتأمل الأحجار ويدقق منظرها وملمسها، وجد قطعة حجرية دائرية الشكل ملقاة على الأرض، اتضح من فحصه لها أنها قطعة أثرية، فسارع إلى فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الجوف، وهناك التقى حسين الخليفة مدير الفرع، الذي تسلمها منه،وأخبره أن القطعة تدل على وجود حفر أو خنادق تحت الأرض في مكان عثوره عليها، فاصطحبه لمكان عثوره عليها حتى يدله على الموقع المنطقة وقاموا بتسلمها كما حددت لهم الموقع. كما وجد محمد قطعة أثرية أخرى غرب مزارع سكاكا بمنطقة يقال لها (محجة) وهي عبارة عن (رحى) كانت تستخدم لطحن الدقيق، فذهب لفرع الهيئة مرة أخرى وهناك قابل سعادة أحمد القعيد منسوب الهيئة بالفرع، وعرض عليه القطعة، فقام القعيد بفحصها لإثبات قيمتها التاريخية والحضارية والفنية، وتبين أنها تعود إلى العصر الحجري النحاسي. قامت الهيئة بتكريم محمد ومنحته شهادة شكر ومبلغاً نقدياً، على الجانب الآخر منحه سعادة اللواء قحاط بن محمد قحاط مدير شرطة منطقة الجوف شهادة تكريم لحفاظه على الثروات التراثية ومقدرات التراث الوطني فى المملكة. يقول الفهيقي إن الدافع الأول والأهم لمبادرته بالتوجه للهيئة وتسليم القطع الأثرية هو الحفاظ على ثروات المملكة، والدافع الثاني أن احتفاظه بها في منزله سيخفي جمالها وتاريخها والماضي الجميل الى تعبر عنه، مؤكداً أن الدولة أنشأت متاحف تعرض فيها مختلف القطع الأثرية والتراثية لجلب السائحين من الداخل والخارج، وهو ما يستوجب من جميع المواطنين دعم هذا التوجه، لأن القطع الأثرية تعتبر تاريخا قديما وإرثا حضاريا وثقافيا لهذا البلد، وتوضح كيف عاش الآباء والأجداد. وتبلغ القطع الأثرية التي استعادتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من الداخل والخارج أكثر من 48 ألف، قطعة أثرية وتراثية وطنية، كما تنظم الهيئة تحت مظلة (برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة) الملتقى الأول للآثار الوطنية في المملكة، الذي سيقام في النصف الثاني من شهر صفر 1439ه، بمدينة الرياض، وبرعاية خادم الحرمين الشريفين، بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، ووزارات "الشؤون البلدية والقروية، والثقافة والإعلام، والتعليم"، وعدد من مؤسسات الدولة ذات العلاقة. ويشهد الملتقى مشاركة علماء آثار ومتخصصين من عدد كبير من دول العالم، وتوثيق إسهامات جيل الرواد من أفراد ومؤسسات وحلقات نقاش مع أهم المتخصصين السعوديين في هذا المجال، وعقد عدد من جلسات وورش العمل والمعارض المتخصصة، إضافة إلى إطلاق مبادرات ومشروعات متزامنة في مجال الآثار. قطعتان أثريتان تعودان إلى العصر الحجري النحاسي