ما يميز مجتمعنا أنه -على الأغلب- مجتمع عاطفي، يسعى لفعل الخير ونيل الأجر، ويشهد على ذلك القاصي والداني. ومن أعمال الخير التي نسعى إليها، الصدقة على السائل؛ لكن المشكلة أن سائل اليوم غير سائل الأمس؛ فالمتسولون اليوم، بات أمرهم ملحوظاً، وحالهم مشبوهاً. وحديثي في هذه المقالة ليس عنهم، فقد انكشف أمرهم، وبانت للمجتمع حقيقتهم، إنما حديثي عن متسولين تسربلوا بزي الرقاة، والمدربين! فهناك من لم يدع محفلاً، إلا وطالب بجمع التبرعات من خلالها، في أوجه عدة لا نعلم عن حقيقتها من عدمها. واخر.. صاحب دورات تدريبية، مثقف في كل شاردة وواردة، كان من السهل عليه أن يقتات على أموال الناس مستغلاً حاجتهم، بمبالغ باهضة، في أيام معدودة. وهنا أطرح عدة تساؤلات للتنبيه: هل أتونا يوماً بما يثبت أن أموالنا وصلت إلى مستحقيها؟ هل ضمنا أن أموالنا لن تصل إلى عصابات، ومنظمات، وكيانات إرهابية، ليقتلنا رصاصهم، أو تغسل أدمغتنا مادتهم الإعلامية!؟ أنا لا أحارب الصدقة ولا أزهد فيها؛ ولكن أحذر من الطريقة الملتوية التي تُجتلب بها. وايضا لست ضد الدورات التي تضيف لنا قيمة جديدة، وتفتح لنا آفاقاً، ورؤى نتجاوز بها عقبات الحياة؛ ولكني أرى تقنينها، والواقعية في أثمانها. لأجل ذلك علينا قبل أن نغتر بهؤلاء ، وقبل أن نثق بهم ثقة عمياء، حمقاء، علينا أن نفكر، ونسأل أنفسنا ألف مرة، هل هؤلاء مصرح لهم نظاماً!؟ وهل ما نفعله صحيحا؟!