في عام 1392 تم تأسيس دارة الملك عبدالعزيز ليكون مقرها الرياض, الدارة في بُعدها التاريخي والعلمي هي مؤسسة مهمة لتوثيق مرحلة من أهم مراحل تأسيس الدولة السعودية الثالثة, ومن ناحية انسانية ودينية هي شكل من أشكال البر والتقدير للوالد المؤسس عليه رحمة الله. تستهدف الدارة ضمن ما تستهدفه المحافظة على مصادر تاريخ المملكة بإنشاء قاعة تذكارية تحتوي كل ما يصور حياة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز الوثائقية وغيرها وآثار الدولة السعودية منذ نشأتها, بالإضافة لإصدار المجلات العلمية ودعم البحوث والدراسات في هذا السياق... والمؤكد ان الدارة قامت بجهود كبيرة في الحفاظ على تاريخ الملك عبدالعزيز والتاريخ الوطني عموما, ولكن مع رؤية 2030 وتطلعها لحضور ثقافي متميز ولائق بالمملكة العربية السعودية, فلابد من إعادة النظر في الاسم والاهداف وآليات العمل. تغيير اسمها الى دارة الملك عبدالعزيز وابنائه الملوك ستعطي للدارة اتساع مساحة في العمل كما انها ستشكل الحاضن الأوحد لحفظ تاريخ الملوك من ابناء الملك عبدالعزيز بدلا من الاجتهادات الفردية التي يمكنها ان تشكل داعما وذراع قوة للدارة في التوثيق ولعل من أهم اولوياتها في حال تم الأخذ بالمقترح انشاء متحف وطني يضم تاريخ كل ملك وإبراز اهم اعماله وأثرها على الشأن المحلي والدولي. اليوم وفي عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز نعيش بدء انطلاقة تمكين احفاد المؤسس من قيادة دفة الحكم في البلاد وبرؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني فلابد ايضا من اعادة النظر في بعض المؤسسات والارتقاء بأهدافها لتستطيع مسايرة واستيعاب المتغيرات,خاصة وان الرؤية أعطت الثقافة والمتاحف حقها من المبادرات ذات البعد العالمي,لنا أن نتخيل متحف وطني يضم تاريخ الملك عبدالعزيز وابنائه الملوك, سيكون هدفا للكثير من السياح المهتمين بالتاريخ السعودي. وإذا علمنا أن الدارة على علاقة بمؤسسات دولية اسلامية وعربية وغربية عرف عنها منهجها العلمي في توثيق تاريخ الدول وتاريخ رموزها فإن هذا يزيد من ضرورة اعادة النظر في اهدافها بحيث تشمل الملك المؤسس وابناءه الملوك للحفاظ على تاريخهم وتاريخ السعودية الحديثة من خلال مؤسسة بحجم الدارة وليس اجتهاد افراد كما هو حاصل الآن. توحيد الجهود وضمها تحت سقف مؤسسي يمثل ضرورة وطنية,سيكون انشاء متحف وطني يضم صالة خاصة لكل ملك وفي محور الوسط للمتحف قاعة خاصة بالملك عبدالعزيز ليكون المبنى نموذجا لتكريم رموز الوطن والحفاظ على التاريخ الوطني وإعطاء جميع ملوك المملكة حقهم من التدوين التاريخي ,خاصة وان هناك إمكانية توثيق كثير من المعلومات ممن عايشوا تلك المراحل بكل أبعادها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتعليمية..., خاصة وأن لكل ملك سعودي محطة تاريخية تميزه وتستحق الابراز محليا وخارجيا وهي مرحلة مهمة في المكون التاريخي العام للدولة السعودية عموما.