أكد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، أن عاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل أوقفتا التمدد والخطر الإيراني في المنطقة العربية والإسلامية وجمعت العرب في كلمة واحدة وموقف واحد. وثمن ابن دغر خلال زيارة قام بها أمس إلى مدينة المخا الساحلية التابعة لمحافظة تعز اليمنية، التضحيات العظيمة لدول التحالف العربي بقيادة المملكة وإسهام ومشاركة فاعلة من الإمارات وباقي دول التحالف. وقال إن الحكومة والتحالف العربي سيضعون حداً لأعمال مليشيات الحوثي وصالح المدعومة من عدو العرب إيران التي أمدت الحوثيين بالأسلحة ومولت حربهم على الشعب اليمني. وأشارت الحكومة اليمنية في اجتماعها الدوري الليلة قبل الماضية في عدن برئاسة ابن دغر إلى أن المليشيا الانقلابية أصبح قرارها مرهوناً بيد داعميها في إيران، متعهدة بعدم التخلي عن الشعب اليمني وتركه فريسة لنزوات أدوات طهران التخريبية. وأعادت مطالبتها للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية بالضغط الجاد على المليشيا لإرسال جميع الإيرادات التي تستحوذ عليها إلى البنك المركزي اليمني في عدن حتى تفي بكل التزاماتها تجاه الشعب اليمني، لافتة الانتباه إلى استمرار المليشيات في استخدام الإيرادات لتمويل حربها ضد اليمنيين. وتعهدت الحكومة في موضوع آخر بالاستمرار في عملياتها الحربية ضد تنظيم القاعدة الإرهابي. إلى ذلك، انتشرت عشرات المدارس والمراكز الصيفية الدينية الطائفية في عدد من المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة وكلاء إيران الحوثيين. وأنشت الحركة الحوثية الطائفية خلال الآونة الأخيرة مراكزها الصيفية ومدارسها لنشر ثقافتها الطائفية وفقاً للهوى الإيراني المتطرف، كما أنها تركز على اعتماد مناهج دراسية تعليمية ملغمة بأفكار طائفية تهدد عقيدة المجتمع اليمني وتثير مخاوف وقلق اليمنيين. ووفقاً لمصادر في الداخل اليمني، فقد شنت ما تسمى ب"اللجنة الثقافية" التابعة لمليشيا الحوثي حملة إكراه لأولياء الأمور لإرسال أطفالهم إلى المراكز الطائفية المستحدثة في المدارس والمساجد المنتشرة في تلك المحافظات. وقالت مصادر يمنية ل"الرياض" إن اللجنة أوفدت شخصيات حوثية طائفية عقائدية من محافظة صعدة إلى عدد من المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرتها لنشر الأفكار الطائفية المستوردة من إيران عبر الطلاب الحوثيين العائدين من الحوزات الإيرانية، لتصدير أفكار الثورة الخمينية ونشر الفكر الطائفي من أجل السيطرة على المنطقة العربية. وحذر تربويون يمنيون من تبعات وانعكاسات عملية التدمير الممنهج لعقيدة المجتمع المعتدلة والمتسامحة، كون المراكز الحوثية تستهدف بدرجة أساسية هوية المجتمع ومشتركات التسامح والتعايش وتزرع أفكارا دخيلة على عقيدة اليمنيين وتعمل على تقسيم المجتمع وإعادة تصنيفه على أسس طائفية لم يعرفها اليمن قبل الانقلاب، كما أن أساليب وطرق ومناهج وأفكار المراكز الحوثية، تنشئ جيلاً طائفياً متشبع بالكراهية والعنصرية والعنف. وبحسب مصادر الداخل اليمني، فالمراكز الحوثية المستحدثة في المدارس، تعمل وفق مراحل، إذ تبدأ بمرحلة استقطاب صغار السن والمراهقين وإكراه بعض أولياء الأمور، ومن ثم المرحلة الثانية وتسمى ب"التربية المكثفة" وفيها تزرع أفكار تكرس الطائفية، ومن ثم المرحلة الثالثة ويتم فيها انتقاء عدد من الطلاب وإحالتهم إلى دورات تدريب مكثفة على كافة أنواع الأسلحة، وتبدأ بعدها المرحلة الأخيرة وهي إرسال الأطفال إلى جبهات القتال. ففي محافظة حجة وحدها نشرت مواقع إعلام حوثية صوراً لأكثر من 70 طفلاً، قالت إنهم قُتلوا خلال مشاركتهم في القتال في النصف الأول من العام الجاري.