ما زال ذلك الجيل يتذكر ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان المبارك عام (1401) وسط الرحاب الطاهرة في ساحات و»مكبرية» المسجد الحرام، حيث كان الملك خالد يستقبل عدداً من رؤساء وقيادات عدد من دول العالم الإسلامي، وحينذاك أحب -رحمه الله- أن يفاجئ المصلين وضيوف البيت الحرام بليلة الوتر فطلب من موظفي الديوان الاتصال بإمام مسجده بمدينة الطائف الشيخ الشاب علي جابر الذي شب وتعلم في أروقة الحرم المدني الشريف، وما هي إلا ساعات ويحضر الشيخ الذي طلب منه الملك سرعة التوجه إلى صحن المسجد الحرام لإمامة المصلين في البيت العتيق، حين ذاك صدح الصوت القرآني العذب في أرجاء بيت الله، فكان عهداً جديداً في حياة الشيخ ومرحلة من مراحل الإمامة في البيت العتيق. قرأ الشيخ من سورة الصافات وما أن انتهت صلاة التراويح إلا وراح الناس وحتى ضيوف بيت الله يطلبون من الملك خالد استمرار هذا الشاب بإمامة الحرم، فما كان منه -رحمه الله- إلا تلبية طلبهم، بل إنه وجه بعد انتهاء شهر رمضان باعتماد الشيخ علي جابر إماماً ثابتاً من أئمة الحرم المكي، وعلى الرغم من أن الملك خالد لم يدرك شهر رمضان الذي يليه عام (1402) حيث توفي -رحمه الله- قبل بداية الشهر الفضيل بتسعة أيام، إلا أن اختياره إمام مسجده كان أحد أسباب الدعاء له، حيث أكمل الشيخ علي جابر إمامة المصلين بالحرم المكي الشريف طيلة الشهر المبارك عام (1402ه)، ولما خيّره الشيخ ابن سبيل -رحمهما الله- وبعض أئمة الحرم، عن إمكانية إمامة المصلين طيلة «العشر تسليمات» أو الاقتصار على خمس، أخبرهم بأنه قادر على إتمام العشر، وحينذاك شنفت الآذان وخشعت القلوب مع قراءة هذا الشاب المدني وبقيت هذه الصلوات شاهدةً إلى يومنا هذا على مرحلة من مراحل إمامة الحرمين الشريفين، التي ما زالت مكتبة التلفزيون السعودي تحتفظ بتسجيلاتها التلفزيونية النادرة. أمنية الأب الشيخ القارئ الفقيه الدكتور علي بن عبدالله بن علي جابر السعيدي الموسطي اليافعي الحميري القحطاني، اشتهر ب "علي جابر"، وولد هو وشقيقه التوءم سالم في مدينة جدة في شهر ذي الحجة عام 1373ه، وكان والده مواطناً يعمل في التجارة ولديه مطعم يديره في حي باب شريف بجدة، حيث نشأ الشيخ في أسرة صالحة، فوالده كان رجلاً خيّراً ومحبوباً، يجل أهل العلم كثيراً، ويحرص أن يكون أبناؤه منهم، كما كان يدعو الله سبحانه أن يتوفاه في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولذا فقد قرر الانتقال إليها لبركتها ولحضور دروس أهل العلم في الحرم المدني الشريف، كما دفعه للانتقال إلى المدينةالمنورة رغبته في تعليم أبنائه هناك، لينشؤوا في رحابها الطاهرة، وينهلوا من فيض علمائها، ويقرؤوا القرآن الكريم ويحفظوه في روضتها الشريفة، ممنياً نفسه أن يحقق أحدهم رغبته التي طالما تمناها وهي أن يصبحوا من علماء وقراء الحرمين. الانتقال للمدينة كان الشيخ علي في الخامسة من عمره عند انتقاله مع والديه من مدينة جدة إلى المدينةالمنورة، حيث رباه والده على الفضائل، وكان يصطحبه معه إلى المسجد النبوي، ويمنعه من اللعب مع أقرانه في الشارع، فلم يكن يعرف إلا طريق المدرسة والبيت والمسجد النبوي، حتى توفي والده بالمدينة كما تمنى عام 1384ه، والشيخ آنذاك في الحادية عشرة من العمر. سكن الشيخ علي جابر في منطقة باب المجيدي شمال المسجد النبوي، مع والدته وخاله بجوار مسجد الأميرة منيرة بنت عبدالرحمن، واصطحبه خاله مع أخيه سالم إلى الشيخ رحمة الله بخاري محفّظ القرآن الكريم الذي وافق على أن ينضما إلى حلقة تحفيظ القرآن بالمسجد فاجتهد في تعليمهما، ورأى في الشيخ علي تميزاً في الحفظ والتعلم، فزاد من الاهتمام به، لاسيما حين علم أنه وأخاه كانا يتيمن وأن والدهما –رحمه الله- كان يرغب في أن يصبحا من حفظة كتاب الله الكريم. معهد التحفيظ كان الشيخ رحمة الله بخاري يحب الشيخ علي جابر ويعطف عليه كثيراً لكونه يتيماً، وبعد أن حصل على المركز الأول في حفظ عشرة أجزاء من القرآن الكريم، انتقل الشيخ علي إلى معهد متخصص لتحفيظ القرآن الكريم في المدينة برئاسة الشيخ المقرئ خليل القاري، فأتم حفظ بقية القرآن الكريم على يد الشيخ خليل، الذي تميز بتعليمه إتقان التجويد على أسسه السليمة وطرق تحسين الصوت بالتلاوة. كان من زملاء الشيخ علي جابر، عند الشيخ خليل، الشيخ محمد أيوب رحمهم الله إمام المسجد النبوي سابقاً، وكان الشيخ محمد أيوب يكبر الشيخ علي جابر بسنتين تقريباً، فكان الشيخ خليل يعهد إليه أحياناً ليستمع تلاوة الشيخ علي جابر وتصويب ما يقع من الخطأ ونحوه، ومع ذلك فقد اجتهد الشيخ علي جابر في الحفظ وسرعة التعلم حتى سبق زميله وشيخه محمد أيوب في مراحل الدراسة النظامية، وأتم الشيخ علي جابر حفظ القرآن الكريم في الخامسة عشر من عمره عام 1389ه. خريج الامتياز أكمل الشيخ علي جابر دراسته الابتدائية والمتوسطة، في مدرسة دار الحديث المتخصصة في العلوم الشرعية، وتخرج عام (1389ه) ثم درس المرحلة الثانوية بالمعهد الثانوي التابع للجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة وتخرج فيه عام 1392ه وكان الثاني على دفعته، ثم تخرج في كلية الشريعة بالجامعة، عام 1396ه بامتياز مع مرتبة الشرف الثانية، وعرف بالانضباط الشديد في حضور الدروس العلمية، ويُذكر أنه لم يسجل عليه أي تغيب أثناء دراسته الجامعية. درس الشيخ علي على يد عدد من علماء الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، كما درس في المسجد النبوي الشريف وفي المعهد العالي للقضاء بالرياض، ومن أبرز من تتلمذ على يدهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله- عندما كان رئيساً للجامعة الإسلامية بالمدينة، وكان الشيخ علي جابر يلازمه كثيراً، ويشاركه وجبتي الغداء والعشاء على سفرته العامرة أغلب الأيام في تلك الفترة بالمدينةالمنورة. مشايخه كان من أكثر من لازمهم الشيخ علي جابر رحمه الله وطلب على يدهم العلم، الشيخ محمد المختار الشنقيطي رحمه الله المدرس بالمسجد النبوي سابقاً، وكان الشيخ علي جابر يدرس عليه في المسجد وفي بيته، كما درس على الدكتور عبدالعظيم الشناوي، أستاذ النَّحْو والصَّرْف بكلية الشريعة آنذاك، والدكتور عمر بن عبدالعزيز أستاذ أصول الفقه، والدكتور محمد نباوي، كما ظَفِر في الرياض بمشايخَ أجلاَّء، أمثال الشيخ منَّاع القطان، والدكتور عبدالوهاب بحيري، والدكتور عبدالوهاب عطوة، والدكتور بدران أبو العينين، وغيرهم. ولم يكن الشيخ علي جابر يطمح في الإمامة إلا أن شيخه رحمة الله بخاري كان يعمل في إدارة الأوقاف بالمدينةالمنورة، فقدم طلباً باسم الشيخ علي، حيث كان يرى أنه من أولى الناس بذلك لالتزامه وجودة حفظه وحسن أدبه وتفوقه في دراسته وجمال قراءته، ووجد الشيخ علي جابر نفسه أمام الأمر الواقع، فحضر المقابلة واجتاز اختبارها وعين إماماً لمسجد الغمامة بالمدينة، في شهر جمادى الآخرة عام 1394ه، فأم المصلِّين فيه نحوَ سنتَين، وعمرُه 21عامًا. الاعتذار عن القضاء التحق الشيخ علي جابر بالمعهد العالي للقضاء، التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، لدراسة الماجستير، في العام الدراسي 1396 - 1397ه، وبعدَ اجتيازه للمرحلة المنهجيَّة، تقدَّم إلى رئاسة قِسْم الفِقه المقارن الذي كان يَرأسُه آنذاك الدكتور بدران أبو العينين بدران، بالكتابة وإتمام رسالته العلمية في موضوع: فقه عبدالله بن عمر وأثره في مدرسة المدينة، ونوقِشتِ الرِّسالة، في 26 رجب 1400ه، ومُنِح الشيخُ درجةَ الماجستير بامتياز. وبعد تفوق الشيخ وحصوله على درجة الماجستير عام 1400ه رشح للقضاء من قبل سماحة الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- رئيس مجلس القضاء الأعلى في ذلك الوقت، فعين قاضياً في بلدة "ميسان"، قرب الطائف إلا أنه اعتذر عن القضاء لأنه رأى أنها مسؤولية لا يَقوَى على حَمْلِها، وطلب من الشيخ ابن حميد إعفاءه من القضاء، إلا أن الشيخ فضّل له الاستمرار لأنه اعتاد على أن يعتذر العلماء استلام مناصب القضاء، لكن الشيخ علي أصر على اعتذاره ورفع للملك خالد موضحاً عدم قدرته تولي أي منصب قضائي، فعينه مفتشاً إدارياً في فَرْع وزارة العدل بمكَّة المكرمة، فكان يقول: ما كنت أريد الاقتراب من القضاء أو أي أمر يتعلق به"، ثم اعتذر أيضاً عن تولي هذه الوظيفة تورعاً. إمام قصر الملك عاد الشيخ إلى المدينة فطُلب منه إمامة مسجد السبق عام 1400ه، ثم رُشح إماماً لمسجد قصر الملك خالد بالطائف، فعين إماماً خاصاً للملك عام 1401ه، وأعجب الملك به كثيراً وأحبه وقربه إليه، وصلى خلفه الصلوات المفروضة وصلاة التراويح في رمضان بمسجد قصره بالطائف، ثم نزل الملك خالد من قصره بالطائف إلى قصر الصفا بمكةالمكرمة ليجاور البيت الحرام كعادته في العشر الأواخر من رمضان في نفس العام وهو عام (1401ه)، وحدث أن افتقد الملك خالد تلك القراءة الشجية للشيخ علي جابر، وما أن مضت ليلتان للملك بمكة حتى طلب قبل ساعة من صلاة مغرب ليلة الثالث والعشرين إحضار الشيخ علي جابر من قصره بالطائف، وكانت مفاجأة للشيخ حيث لم يعلم سبب استدعائه المفاجئ والعاجل إلى مكة قبيل صلاة المغرب، ووصل الشيخ إلى قصر الصفا بمكةالمكرمة وأفطر مع الملك خالد ليلة الثالث والعشرين، وكانت هناك وفود لدى الملك في ضيافته من بينهم الرئيس الباكستاني الراحل ضياء الحق -رحمه الله- والذي ما أن علم بوصول الشيخ إلا وقام وعانقه بترحاب حار وكان قد سمع ثناء الملك عليه. كان الشيخ علي جابر قد أوضح للملك خالد -رحمهما الله- عدم رغبته في الوظائف القضائية، وعلى الفور أصدر الملك أوامره بإخلاء طرف الشيخ من وزارة العدل وتعيينه محاضراً في كلية التربية فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينةالمنورة، قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وقد باشر الشيخ عمله بالكلية في شهر شوال من العام الجامعي 1401ه، ويبدو أن ذلك تم مع اعتماد الشيخ إماماً ضمن أئمة الحرم المكي. ويذكر من أدرك أولى صلوات الشيخ في الحرم المكي أنه وعقب صلاة العشاء توجه الملك خالد والوفود الزائرة إلى المسجد الحرام وأدوا صلاة العشاء ثم تقدم الشيخ علي الحذيفي (وكان حينها إماماً بالحرم المكي) وصلى العشر ركعات الأولى من التراويح، وبعدها أمر الملك خالد الشيخ علي جابر أن يتم الثلاث عشرة ركعة الباقية، فتقدم الشيخ علي وبدأ بأول صلاة له في الحرم المكي فكانت قراءة فريدة وترتيلاً شجياً جارى به شيوخه أئمة المسجد الحرام، وما زال الكثير من طلبة العلم والمهتمين بتوثيق مراحل إمامة الحرمين الشريفبن يبحثون عن تسجيل هذه القراءة في مكتبة ال "تلفزيون" السعودي حيث التلاوة الأولى للشيخ في الحرم المكي الشريف، حينذاك قرأ في البداية بآخر سورة الصافات إلى منتصف سورة الزمر، وعقب انتهاء صلاة التراويح تلك الليلة، بدأ المصلين وكل من سمع صوت الشيخ عبر الأثير الإذاعي أو التلفزيوني يتساءلون من صاحب هذا الصوت الذي صدح في أرجاء الرحاب الطاهرة بالمسجد الحرام؟ فقيل لهم إنه (إمام الملك) فصار هذا أول لقب أطلق على الشيخ، فعرفه الناس فيما بعد بهذا اللقب. إمام المسجد الحرام بعد قراءة الشيخ علي في الحرم المكي عينه الملك خالد إماماً رسمياً للمسجد الحرام في شوال من نفس العام 1401ه، وهو في السابعة والعشرين من عمره، واستمر فيها إلى أن طلب الإعفاء من الإمامة بالمسجد الحرام منتصف عام 1403ه، وحينها اُبتعث إلى العاصمة الكندية أوتاوا في رحلة علمية ولبث فيها ثمانية أشهر منها شهر رمضان، وقد سجل خلال بعثته القرآن الكريم كاملاً بصوته في أحد المعامل الصوتية في كندا بطلب من الملحق الثقافي السعودي هناك، الدكتور عصام عابد شيخ الذي أولى الشيخ رعايته، وسلمت النسخة الأصلية لذلك التسجيل إلى جامعة الملك سعود بالرياض، وقدمت الجامعة نسخة منه إلى إذاعة القرآن الكريم. وبعودته إلى المملكة عام (1404ه) طُلب من الشيخ تسجيل تلاوات مجزأة من القرآن الكريم للتلفزيون السعودي فتم ذلك في ذات السنة، وقبل شهر رمضان عام (1406ه) طلب الأمير سلطان –رحمه الله- من الشيخ إمامة الناس في الشهر الفضيل وهو ما تم أيضاً في عام (1407ه) إلى عام (1409ه) الذي كان آخر عهد الشيخ علي جابر في إمامة الحرم المكي، حيث انتقل إلى مدينة جدة فطلب منه الأهالي هناك إمامتهم في مسجد "بقشان" المجاور لمنزله والذي أم المصلين فيه إلى عام (1416ه) دون أن يكون إماماً ثابتاً للمسجد الذي امتلأت جنباته بالمصلين لاسيما في شهر رمضان، كما أم الناس في تلك الفترة بمسجد الهدى بحي الأندلس بجدة، وكما ذكرنا فإنه لم يلزم نفسه بإمامة مسجد معين سوى أن الأهالي يطلبون منه الصلاة في مساجدهم لا سيما تلك التي تجاور منزله، كما قُدم مرة لإمامة صلاة المغرب في المسجد النبوي الشريف وفي مساجد عدة بالمدينة خاصة في صلاة التراويح في رمضان، وذات مرة وأثناء تواجد الشيخ في مدينة الرياض طُلب منه بعض المسؤولين وعدد من العلماء، إلقاء خطبة الجمعة وإمامة الملك خالد، وفعلاً ألقى الشيخ خطبةً بليغة موجزة ثم صلى بهم صلاة الجمعة. رسالة الدكتوراه مثّلت ليلة 23 من شهر رمضان عام (1401ه) ليلة ًفارقةً في حياة الشيخ علي، حيث أم المصلين في المسجد الحرام بمكةالمكرمة، كما مثّل يوم 23 من رمضان عام (1407ه) محطة أخرى من محطات طلب العلم حيث كان الشيخ على موعد مع الإجازة العلمية المتمثلة بحصوله على درجة الدكتوراه من المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وكان موضوعها: "فقه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، موازنًا بفقه أشهر المجتهدين"، وكان المشرِف على الرِّسالة الدكتور عمر بن عبدالعزيز بن محمد، الأستاذ المشارِك بقسم الدِّراسات العليا، (شعبة أصول الفقه)، بالجامعة الإسلامية، بالمدينةالمنورة، بعدها انتقل الشيخ الدكتور علي جابر من فَرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينةالمنورة إلى مقرِّها الرئيس في جدة عام 1410ه، عضوًا في هيئة التدريس في قِسْم الدِّراسات الإسلاميَّة، بكلية الآداب والعلوم الإنسانيَّة، على أمل العودة مرةً أخرى إلى المدينةالمنورة وسكنى بيته الذي كان في طور البناء بالمدينة النبوية، وحينها اعتذر بأدب جم عن تلبية العروض المقدمة له للإمامة خارج المملكة في عدد من الدول، وفي هذه الفترة التي استقر فيها بجدة أم المصلين بمسجدي "بقشان" و "الهدى". وفاته بعد معاناة طويلة ورحلة شاقة مع المرض توفي الشيخ الدكتور علي بن عبدالله بن علي جابر -رحمه الله- ليلة الخميس الثالث عشر من شهر ذي القعدة عام (1426ه) في مدينة جدة، بعدما عانى من رحلة العلاج وأجرى عدة عمليات جراحية، ويذكر بعض المقربين منه أنه كان قبل وفاته يوصي بالاستمساك بحبل الله المتين والمحافظة على الصلوات وقراءة القرآن، بل إنه كان يحضر الصلوات بالكرسي المتحرك ويحرص على زيارة أصحابه، وكان صابراً محتسباً لا يفارق الاستغفار لسانه ولا يفقد محياه البسمة التي لازمته طوال مرضه، بل كان يمازح أبناءه ويعزيهم في ما ناله من المرض ويصبرهم، وبعد انتشار خبر وفاته تم نقل جثمانه -رحمه الله- إلى المسجد الحرام، حيث صلى عليه بعد صلاة العصر الشيخ صالح آل طالب، وفي المقبرة اجتمع عدد كبير من المسلمين ممن لم يدركوا الصلاة عليه ليتقدمهم زميله في التعليم ورفيق دربه إبان الدراسة في حلقات المسجد النبوي الشيخ محمد أيوب –رحمهما الله- ليصلي بالجموع الغفيرة على جثمان الشيخ ويدفن بمقبرة الشرائع بمكةالمكرمة رحمه الله رحمةً واسعة. الشيخ علي أثناء تسجيله لتلاوات خاصة بالتلفزيون السعودي عام 1404ه الشيخ علي جابر رحمه الله الشيخ علي خلال زيارته لباكستان الفقيد مع أستاذه الشيخ رحمة الله بخاري تشييع جثمان الفقيد إلى مقبرة الشرايع بمكةالمكرمة إعداد - منصور العساف