كم كانت لتلاوته تدمع العيون، وتخشع لصوته المسامع، أحبته القلوب وشهد له العباد، رفعه القرآن والعلم والإيمان، علي جابر إمام الحرم المكي من الفترة من 1401-1409. أحب تلاوته ملايين المسلمين وقلده الكثير من الأئمة بسبب أسلوب تلاوته المميزة. لم تكن لديه رغبة في الإمامة مطلقاً ولكن أقحم فيها إقحاماً وكان الباعث الأساسي على حفظ كتاب الله إنما حفظه وتعقله وتدبر معانيه، ولم يكن المقصود منه أن يكون به إماماً، ولكن شاءت الإرادة الربانية والحكمة الإلهية أن يتولى الإمامة في مسجد الغمامة بالمدينة النبوية سنتين متتاليتين: (1394-1396ه). لفت إليه أنظار المسلمين من جميع أنحاء العالم فآتى الله الشيخ صوتاً شجياً جميلاً في قراءة القرآن وتجويده حتى كان أعجوبة عند الناس، وفقد صوته فترة خضع فيها للعلاج، بعد خروجه مع الملك خالد إلى المسجد الحرام وقدمه للصلاة عند تعيينه بالحرم. ترك الإمامة في المسجد الحرام بعد عام 1409ه ولم يلتزم بالإمامة في مسجد آخر، وإنما كان المصلون يطلبون منه التقدم للصلاة بهم في مساجد عدة إذا كان الشيخ موجوداً عند إقامة الصلاة. وكان يطلب من الشيخ إمامة الناس بالتراويح في مسجد بقشان بجدة بحكم أنه أقرب المساجد إلى بيت الشيخ وكونه مسجداً جامعاً. وأمّ الشيخ فيه المصلين عام 1410ه وبعده بسنوات عدة، ثم أن الشيخ أتعبه المرض فلم يقدر على الوقوف طويلاً فكان يصلي نصف الصلاة ويكمل الصلاة معه شاب آخر، ثم لم يعد الشيخ يؤم بالناس التراويح لأن الوقوف يثقل عليه. بلغت شهرته في وقت من الأوقات آفاق العالم الإسلامي فحنجرته التي تمتلك صوتاً شجياً في ترتيل القرآن الكريم كانت حاضرة في أسماع المسلمين وهم يتجهون صوب المسجد الحرام من خلال التلفاز والإذاعة لسماع هذا الصوت الندي والذي كان يؤم المصلين في صلاة القيام خلال شهر رمضان المبارك. توفي علي جابر مساء يوم الأربعاء ال12 من شهر ذي القعدة 1426ه في مدينة جدة بعدما عانى كثيراً من المرض بعد أن أجرى جراحة للتخلص من الوزن الزائد رجعت بآثار سلبية ومضاعفات على صحته ما استدعى مراجعته المستشفى أشهراً طويلة ودخوله مراراً لغرفة العناية المركزة.