مع اقتراب شهر رمضان تتجه أنظار شغوفين لقراءة توقعات وتحليلات عن أئمة الحرمين الشريفين المحتملين في شهر رمضان، بيد أن ثنائية السديس والشريم في مكة لها وقع روحاني كبير في أفئدة مسلمي المعمورة، حتى أن الشيخين استطاعا أن يثبتا اسميهما في ذاكرة الصائمين والركع السجود في شهر رمضان. وتعاقب 190 قارئاً لإمامة المصلين في الحرمين الشريفين بين تكليف موقت في شهر رمضان وتعيين مستمر، 105 منهم أموا المصلين في المسجد الحرام بمكةالمكرمة و85 آخرون صلوا بالمسلمين في المسجد النبوي الشريف، خلال ال100 عام الماضية. ويعد عبدالله أبو الخير، عمر الكردي، عبدالله الزواوي من أقدم الأئمة في المسجد الحرام حيث توفي جميعهم في عام واحد (1343 من الهجرة)، أما في المسجد النبوي فكان أقدم إمام فيه يحيى دفتر دار المتوفى عام 1345. فيما يعتبر بندر بليلة آخر الأئمة المعينين في المسجد الحرام، ثبت الإمامان عبدالله البعيجان وأحمد بن حميد اسميهما كأحدث الأئمة المعينين في المسجد النبوي الشريف، في المقابل يأتي الشيخان حسن بخاري وياسر الدوسري كآخر المكلفين في المسجد الحرام، فيما حل الشيخان محمد أيوب المتوفى أخيراً وخالد المهنا كأحدث المكلفين في المسجد النبوي. ويبدو أن إمامة الملك سعود بن عبدالعزيز والملك فيصل بن عبدالعزيز للمصلين في الحرم المكي، حادثة تاريخية ونادرة الحدوث في الحرم الشريف، كما أن إمامة كبير المؤذنين في المسجد الحرام الشيخ عبدالملك ملا المتوفى عام 1427، للمصلين من الأحداث التي لم تتكرر منذ نشأة الدولة السعودية الثالثة. وأم المصلين علماء مثلوا أركان المؤسسة الفقهية في البلاد، ففي المسجد الحرام صلى بالمسلمين الشيخ محمد بن عثيمين، عبدالله البسام (رحمهما الله) وعبدالله بن عبيد، وفي المسجد النبوي تقدم للإمامة الشيخ بكر أبوزيد، أبو بكر الجزائري، عبدالقادر شيبة الحمد، وصالح العبود، فيما يعد محمد العلمي (رحمه الله) هو الإمام الكفيف الذي صلى بالناس في المسجد الحرام وقد توفي عام 1411. واكتسب قراء شعبية كبيرة من خلال تكليفهم بإمامة المصلين في الحرمين الشريفين، إذ اكتسب القارئ عادل الكلباني انتشاراً واسعاً لاسمه بين أوساط المسلمين مع ياسر الدوسري عقب إمامتهما للمسلمين في المسجد الحرام بالتكليف، وفي المسجد النبوي أم المصلين عبدالودود مقبول حنيف وخالد المهنا. وجمع عدد من الأئمة الصلاة بالمصلين في الحرمين الشريفين حتى نالوا لقب (إمام الحرمين) كصلاح البدير، علي الحذيفي، عبدالباري الثبيتي، ماهر المعيقلي، عبدالله الجهني، خالد الغامدي وعبدالرحمن السديس الذي أم المصلين في المسجد النبوي في صلاة المغرب عام 1436 بعد تعيينه رئيسا عاما لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. ويعتبر الشيخ أحمد طالب بن حميد أصغر أئمة الحرمين الشريفين إذ ولد عام 1401 ويبلغ من العمر (36 عاما) فيما يعد الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي أكبر الأئمة إذ ولد في عام 1366 ويبلغ من العمر (71 عاما)، يتربع الدكتور صالح بن حميد على رأس قائمة أكبر أئمة المسجد الحرام سنا ب 68 عاما، والدكتور عبدالله الجهني بأصغر أئمة الحرم المكي ب41 عاماً. ولا ينسى المسلمون أصواتا مرت على المسجد الحرام حفرت في زوايا الشهر الفضيل أمكنة رفيعة، فصوت عبدالله جابر و «مبكي الملايين» عبدالله الخليفي لا تغادر ذاكرة المسنين في العالم الإسلامي، كما خلفا مكتبة صوتية ضخمة لإمامتهم بالحرم.