يقول الفقهاء (لا أدري..) نصف العلم.. وأقول: (هي العلم كله في أسواق الأسهم) وخاصة سوقنا.. قد يشتري عزيز عليك سهم خشاش بسعر مرتفع جداً في نظرك ونظري، لكن من المجازفة حقاً أن ننصحه بالتخلص منه فوراً ولو كان خسرانا مع أننا نحب له ما نحب لأنفسنا، ولو كان أحدنا محله لباعه فوراً بل ما كان ليشتريه أصلاً.. ومع هذا، وفي سوقنا العجيب، قد تجد سهم الخشاش الذي اشتراه هذا العزيز، وبسعر مرتفع مخيف، قد ارتفع غداً بالنسبة القصوى، فماذا يكون موقفي أو موقفك لو كنا نصحناه ببيعه والتخلص منه فوراً؟!.. لاشك أننا سوف نصاب بحرج شديد ونعلم أن الصمت من ذهب وأن (لا أدري) في سوق الأسهم من الألماس النادر.. إنه لا أحد يدري فعلاً.. أسواق الأسهم عامة غامضة.. مباغتة.. عجيبة.. وسوقنا خاصة أكثر غموضاً ومباغتة وأعاجيب.. فيها أسهم خاسرة عاثرة ترتفع بالنسب القصوى، عدة أيام، بعض الأحيان، وأسهم لشركات راسخة رابحة قوية ترتفع ربع ريال ثم تنخفض نصف ريال.. من يغامر بتقديم النصيحة في سوق الأسهم، أعني النصيحة المحددة ببيع أو شراء سهم معين؟! حتى وإن طلبت منا النصيحة فإن الصدق منجاة، والصدق هنا هو أنني لا أدري ولا أنت تدري - الشاشة هي الحكم.. وكم في أحكامها من العجائب والمدهشات.