فجّر صالح كامل، رئيس غرفة جدة، على هامش مشاركته في المؤتمر الصحافي الخاص بمنتدى جدة الاقتصادي قنبلة من العيار الثقيل، عندما وصف سوق الأسهم السعودية بأنها " صالة قمار"، لأنها لا توفر فرصاً وظيفية حقيقية للمواطنين، وليست مجالاً للتنمية، وليس لها أي نتيجة إيجابية على البلد. وصفُ صالح كامل مع جرأته ليس جديداً، فقد وصفت مجلة بلومبيرغ الأمريكيه سوق الأسهم السعودي ب "كازينو السعوديين" لان صالات القمار ممنوعة في السعودية، وقد يعترض البعض ويقول هذا تشويه لسمعة السعودية وافتراء وكذب وإن السوق تضبطه أنظمة وقوانين تمنع التلاعب والغش والتغرير والتدليس! لكن الواقع يشهد بغير ذلك، لأننا ونحن نطبق كل ضوابط هيئة سوق المال، لازلنا نشهد في السوق العديد من الشركات الخاسرة، أو ذات الأداء الضعيف، والمتذبذب، تقفز بالنسبة القصوى لعدة أيام متتالية وتكررت المسرحية في عدة شركات عليها مضاربة مما تعارف عليه المتداولون في وصفه باسم أسهم شركات (الخشاش). من أمثلة الخشاش، شراء سهم يقفز بالحد الأقصى لعشرة أيام متتالية بارتفاع قدره 157 % ليقفل على سعر غير حقيقي لا يعكس مكانتها الاقتصادية، ولا مكرر ربحيتها، ويصبح أغلى سهم لشركة متعثرة، أو في أحسن الأحوال اعتيادية. وفي خضم هذا التحدي لأنظمة هيئة سوق المال نجد الهيئة لايوجد في أدبياتها، ما يمنع هذه التلاعبات ولا التغرير بصغار المساهمين، ولا تقوم بإيقاف التداول على السهم الخشاش، أو بالمقابل إجراء تحقيق لمعرفة الأطراف التي تقف وراء هذه الارتفاعات التي لا تحصل عادة، في الأسواق العالمية. السؤال هل السعوديون متهورون، يدخلون سوق الأسهم، مثل قيادتهم للسيارة، يعشقون المغامرة والمخاطرة بها، والتطعيس لمجرد اللهو؟ أم أن خلو أنظمة هيئة سوق المال السعودية من العقوبات الرادعة، خلقت وضاعفت البيئة المسمومة التي سمحت لهوامير السوق التلاعب بأحلام صغار المتداولين، وغضت الطرف عن الممارسات غير الأخلاقية لهم؟ . أسئلة حائرة وجدت في تصريح صالح كامل نوعاً جديداً من الشفافية يصلح كبداية حقيقية لإصلاح هذه السوق. #القيادة_نتائج_لا_ألقاب يقول وارن بافيت: الاستثمار يطبخ على نار هادئة مثله كانتظار الطلاء ليجف أو مراقبة العشب ليكبر، ومن يعشق القمار فعليه السفر إلى لاس فيجاس..