رفعت الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة د. هلا مزيد التويجري شكرها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بمناسبة موافقة مجلس الوزراء، بتشكيل مجلس شؤون الأسرة، مشيرةً إلى أن ذلك يؤكد اهتمام القيادة بتنمية أفراد المجتمع وخاصة الأسرة السعودية. وأكدت د. التويجري تطلّع المجلس لأن يكون محل ثقة المجتمع ليواكب رؤية المملكة الطموحة 2030، وليسهم في مساندة الأسرة السعودية في جميع جوانب حياتها، وكذلك ليكون منصة تُطلع العالم الخارجي على جهود المملكة المميزة والحثيثة لتنمية أفرادها. وأفادت أن الدول المتقدمة تضع ضمن هياكلها الحكومية، كيانًا يهتم برصد ومعالجة قضايا الأسرة عامةً، والمرأة والأسرة والطفل خاصةً، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن المملكة تضع الأسرة نصب أعينها في جميع قراراتها ومبادراتها، ولذا جاء مجلس شؤون الأسرة موحِداً لجهود القطاعات الحكومية التي تقود مشاريع اجتماعية وتنموية للأسرة السعودية. وبيّنت الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة، أن مهام المجلس تسير في اتجاهين متوازيين: على الصعيد الدولي، إذ يمثّل المملكة في كل المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بشؤون الأسرة (المرأة والطفل وكبار السن)، وعلى الصعيد المحلي فإن للمجلس حزمة من الأهداف الاستراتيجية لتعزيز دور الأسرة في المجتمع والمحافظة على حقوقها، وتطوير الخدمات المقدمة لكل فرد من أفرادها. ولفتت الانتباه إلى أن أهداف المجلس تتمحور في إعداد استراتيجية للأسرة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، والعمل على قيام الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بالأسرة بأدوارها، وتحقيق غاياتها، والتنسيق بينها، لتكوين الرؤية المشتركة للأسرة، والتوعية بحقوق أفراد الأسرة وواجباتهم في الإسلام، وتحديد المشكلات والمخاطر التي قد تتعرض لها الأسرة ووضع الحلول المناسبة لها، وتوعية المجتمع بأهمية قضايا الأسرة، وسبل معالجتها، وتشجيع المشاركة الأهلية في الاهتمام بقضايا الأسرة، وطرح الحلول لمعالجتها، وتقديم الرأي للجهات المعنية حيال التقارير الوطنية التي تعد عن الأسرة (الطفولة، والمرأة، وكبار السن) في المملكة، وإبداء الرأي واقتراح التوصيات حيال التقارير والدراسات والاستفسارات والتوصيات التي تصدرها الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية حول النشاطات والبرامج المتعلقة بشؤون الأسرة، وإبداء المقترحات في شأن التشريعات ذات العلاقة بالأسرة، وإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بشؤون الأسرة، والمشاركة في المؤتمرات والندوات، وإعداد قاعدة معلومات بشؤون الأسرة. ويرأس المجلس وزير العمل والتنمية الاجتماعية، وللمجلس أمانة عامة تشرف على التنظيم الإداري والمالي والفني للمجلس، وتعد الدراسات اللازمة لتنفيذ برامج ومبادرات المجلس. ويتكوّن المجلس من ممثلين من وزارة الصحة، ووزارة التعليم، ووزارة الاقتصاد والتخطيط، ووزارة العدل، ووزارة الداخلية، ووزارة الثقافة والإعلام، ووزارة الحرس الوطني، ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وهيئة حقوق الإنسان، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، كما يضم المجلس في عضويته اثنين من المختصين والمهتمين بشؤون الطفولة، واثنتين من المهتمات والمختصات بشؤون المرأة. وللمجلس لجان فنية من ضمنها لجنة الطفولة، ولجنة المرأة، وولجنة كبار السن، ومهمة كل لجنة من لجان المجلس هي تقييم الوضع الراهن من خلال البحث والرصد ومراجعة الأنظمة واللوائح التنفيذية للأنظمة والتشريعات، وتشكيل الخطط الاستراتيجية للتنمية المستدامة لأفراد الأسرة السعودية، بما يتوافق مع الدين الإسلامي والخلفية الثقافية للمجتمع السعودي. كما أن اللجان الفنية مسؤولة عن وضع خطط تنفيذية للأنشطة والمبادرات والخدمات التي تقدمها الأجهزة الحكومية كافة للمرأة والطفل وكبار السن. ويتكوّن المجلس من 16 عضواً نصفهم سيدات، كما يتميز تنظيم مجلس شؤون الأسرة بخاصيتين مهمتين، هما الاستقلالية والشمولية، إذ يعد كيانًا مستقلًا عن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ويرتبط بالوزارة من خلال رئاسة معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية للمجلس، وتعد صفة الشمولية قيمة مضافة للمجلس فهو يتميز بتمثيل وزاري رفيع المستوى من الوزارات، إذ يشترط تنظيم المجلس ألا تقل مرتبة الأعضاء من الوزارات عن المرتبة الخامسة عشرة، وذلك ليكون المجلس قادراً على تنفيذ المبادرات والتشريعات والتوصيات بين الجهات الحكومية المختلفة، بالإضافة إلى ارتباط المجلس بالوزارات فإنه مرتبط كذلك بمراكز الأبحاث، مثل مركز البحوث الاجتماعية والمرصد الوطني، ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وهو الأمر الذي يسهم في البحث والرصد لجميع المواضيع التي يناقشها المجلس، للخروج بتوصيات تستجيب لواقع الأسرة السعودية.