لم يكن مستبعداً أبداً أو غير متوقعٍ أن يأوي تنظيم الحمدين إلى جبل طهران كي يعصمه من ماء المقاطعة الرباعية المكتسح منذ الخامس من يونيو هذا العام، فقد اتضح ذلك مبكراً وبدءاً من تقديم حكومة الملالي الدعم الكامل للدوحة من الاتجاه السياسي والمناورات اللوجستية حتى العسكرية!. فإلى جانب تخصيص ميناء "بوشهر" لخدمة قطر وإنشاء جسر مساعدات جوي بين البلدين، ترددت أنباء كثيرة عن وصول كتيبة من الحرس الثوري الإيراني إلى الدوحة لحماية قصور الحكم، ثم لحقه بالأمس مايثير الجدل وغير المتوقع في نفس الوقت، بأن تسير حكومة قطر على خُطى السياسات الإيرانية المعلنة والمخططات الصفوية القذرة التي ترمي إلى تسييس موسم "الحج" وبث الفوضى والفتن والأكاذيب والشائعات خلال أداء مناسك فريضة الحج؛ وهذا مايثبت أن "تنظيم الحمدين" ومنذ بدء المقاطعة وكأنه يأخذ تعليماته من المرشد الأعلى الإيراني وحاشيته!. فما لم يكن متخيلاً أبداً أن تتبع "قطر" سيناريوهات الملالي المعروف منذ سنوات عديدة بحذافيره، بداية من منع مواطنيها من أداء الشعيرة بإغلاق باب التسجيل الإلكتروني، ووضع العراقيل أمامهم في مكاتب السفر، مرورا بالتشنيع على المملكة وأحقيتها في تنظيم الحج وخدمة الحجيج وأخيراً بمحاولة تدويل الحج من خلال تقديم شكاوي أممية مخجلة ومضحكة معاً، تماهيها سلسلة متواصلة من الأكاذيب والافتراءات الواهية على الرأي العام وعلى الشعب القطري الشقيق، بتوجيهات مباشرة من خلايا "عزمي"، ويخرجها ويبثها أداة "الجزيرة"، وتتلقفها حسابات "الإخوان" الموجهة على مواقع التواصل الاجتماعي. نظام الحمدين بدأ يترنح ويحتضر في سبيل استغلال الأزمة الراهنة، وتخبطه ذهب به إلى أبعد الحدود وأرخص الطرق، والتي ولو لبست مع قناع "حمديها" قناعاً صفوياً معادياً للعرب والسنة ككل لا المملكة فحسب؛ ستظل الحكومة السعودية كبيرة دائماً ولن يضرها مثل هذه الترهات والمحاولات البائسة التي تصر عليها، والتي استطاعت بفضل حكمتها وشفافيتها أمام العالم أن تحبط عشرات المخططات الفارسية من قبل، بما تقدمه من خدمات جليّة وجليلة على البقاع المقدسة لا تقدر بمليارات، وبمقدرات "بشرية" قائمة على خدمة ضيوف بيت الله يفوق تعدادهم تعداد سكان "قطر" أصلاً!. أخيراً، هل تستوعب "قطر" وهل تعلم أن طهران قد فشلت فشلاً ذريعاً خلال العام الماضي وما قبله في استخدام تلك الحيل والذرائع الواهية وعادت بخفي حنين؟، وأما آن لتنظيم الحمدين أن يعي أن قناعه سقط.. فلا مفر؟!.