من الواضح أن النظام الإيراني لا يفهم إلا سياسة الحزم التي انتهجتها السعودية معه، خلال عملية عاصفة الحزم التي اجتثت إرهابه الطائفي في اليمن، ولجمت عملاءه ومرتزقته، فضلا عن الضرب بيد من حديد، ضد محاولاته تسييس الحج، والمساس بأمن الحجيج، باعتباره خطا أحمر، ولن تسمح السعودية بأي حال من الأحوال لأية جهة كانت تجاوزه. وإذا كان مرشد الإرهاب الإيراني خامنئي لم يفهم الرسالة السعودية الواضحة والصريحة التي أرسلتها للنظام الإيراني الإرهابي منذ عقود ماضية، فإنه سيشعر ويذوق مرارتها اليوم وغدا، وسيتلمس حجّاجه على الأرض الويلات والثبور، ليس إذا حاولوا فحسب، إثارة الفتن، بل إذا فكروا في تعكير صفو بيت الله الحرام. مهندس الإرهاب الإيراني خامنئي، وبدلا من أن يحث الحجاج الإيرانيين الالتزام بالتعاليم السعودية التي وضعتها لجميع الحجاج، لكي يؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة، طالبهم بتسييس الحج واستغلال الموسم، لإبداء المواقف السياسية الإيرانية حول الصراع الأمريكي - الإيراني في المنطقة وقضية فلسطين، متجاهلا القوانين السعودية، وفي نفس الوقت رافضا احترام السعودية لإرادة الحجاج الإيرانيين، والموافقة على أدائهم المناسك، وفق الاتفاق الموقع والقواعد والضوابط لجميع الدول الإسلامية. وعندما يتساءل المفسد الإيراني بصفاقة، في كلمته التي وجهها إلى الحجاج الإيرانيين قائلاً: «أين تجد الأمة الإسلامية فرصة أفضل من الحج يمكنها من خلالها إبداء احتجاجها بشأن انتهاك المسجد الأقصى»، نرد عليه أن السعودية ستقطع الأيادي وستكمم الأفواه وستبتر الأرجل وسيرد الله كيدهم في نحرهم، سواء كانوا إيرانيين أو غيرهم، إذا حاولوا تنظيم أي مسيرة لأنه لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج. وعندما يدعو المنافق خامنئي إلى تنفيذ وصية الخميني، والتي تزعم أنه لا معنى للحج من دون البراءة، فإنه بذلك يسعى لتخريب الحج، وهذا لن يتم إطلاقا وستضرب السعودية بيد من حديد وبلا هوادة وبحزم شديد أي محاولات لتخريب الحج. السعودية أحبطت خلال العامين الماضيين، مخططات إيران التي ترمي لتسييس الحج وبث الفتن خلال أداء هذه الشعيرة، وذلك عبر رفضها الحازم لفرض طهران شروطاً سياسية، وإدخال طقوس خارجة عن مناسك الحج. وأعلنت أيضا رفضها للشروط الإيرانية التي من شأنها أن تؤدي إلى إحداث انشقاقات طائفية تعكر صفو الحج، خدمة لسياسة تصدير الثورة من خلال استغلال موسم الحج. وقام النظام الإيراني بمنع مواطنيه من أداء الشعيرة، والمطالبة بتدويل الحج تحت حجج وذرائع واهية. من جهتها، قامت السعودية بفتح أبوابها أمام الإيرانيين القادمين إلى مكة من كل أنحاء العالم، ومنحت التأشيرات لهم ولكن هذا لا يعني أنها ستسمح بإحداث شغب وفسوق وجدال في الحج، وسيرى الحجاج الإيرانيون العواقب الوخيمة لذلك، لأن إيران لها مسلسل طويل من الجرائم في استغلال موسم الحج لإثارة الشغب ومحاولة إحداث الصراعات الطائفية، حيث كان أبرزها وأكثرها خطورة حادثة تدافع منى في 2015، والتي تورط بها دبلوماسيون وضباط باستخبارات الحرس الثوري الإيراني، اندسوا بين الحجاج الإيرانيين بجوازات سفر عادية وسقط فيها مئات القتلى. وعليه إذا كانت إيران وقطر تسعيان لوضع العراقيل أمام تمكين الحجاج من أداء مناسكهم بيسر وسهولة، فإنهما ستواجهان الحزم والشدة، وعلى الدوحةوطهران أن تدركا أن الحج فريضة دينية مقدسة لدى جميع المسلمين، ولا ينبغي تدويلها أو تحويلها لإثارة الفتن والقلاقل.