مع ارتفاع درجات الحرارة وتجاوزها الأربعين.. وهي المعتادة في الصيف.. وتلازمها مع رطوبة عالية في مدينة جدة.. تشعر وهي تحاصرك بالاختناق وضيق التنفس.. في المساء وليس بالنهار.. ويبدو أنّ هذه الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية أبقت الناس في منازلها تتمتع بالتكييف والهدوء والبعض غادر بحثاً عن مناطق باردة يستجم فيها ويستمتع بالطقس المعتدل على الأقل.. ولكن ماذا عمن بقوا في جدة يتعايشون مع الحرارة والرطوبة العالية؟ حاولت العودة إلى الممشى الذي توقفت عنه منذ رمضان وبعده العيد وارتباطاتنا العائلية الممتدة ومن ثم سفري السريع.. واخترت العودة المسائية اتفقت مع صديقة لي أن نمشي عند التاسعة مساء يكون الطقس أفضل ومقبولا.. والواقع أنّ المحاولة باءت بالفشل لأنّ الرطوبة العالية اختصرت مشوار المشي لعشر دقائق فقط.. عدنا إلى السيارة مع وعد من صديقتي أنها لن تعود للمشي حتى ينتهي الحر يعني بعد 4 شهور.. وهي قد تمشي في الشهرين القادمة وتستمتع بالمشي في رحلتها بلندن وأسكتلندا التي تحبها لطقسها المبهر وتعودت على البقاء فيها.. تمنيت لها رحلة سعيدة على أن أفكر في بدائل للمشي..! أعرف صديقات لي يستمتعن بالمشي في المولات القريبة من منازلهن في كل الأوقات.. ففكرت في تجربة المشي في المول القريب من منزلي.. عند السادسة عصراً كنت في بداية مشوار المشي في المول.. شعرت وأنا أمشي أنني لا أستمتع وأتلفت على المحلات وأدقق في الفاترينات.. افتقدت الهدوء ومتعة المشي والتفكير الرايق.. والنظر فقط للطريق الممتد.. والناس الذين يتشاركون في نفس الممشى كباراً وصغاراً لهدف واحد هو الصحة ومتعة المشي.. رغم الحرارة ولكنها حرارة صحية.. ورغم مايوفره المول من تكييف وممرات واسعة كحل مؤقت إلا أنه ليس بديلاً عن الممشى الذي أجد نفسي فيه ولكن يظل أفضل الحلول المتاحة في ظل أننا لابد أن نمشي كرياضة خاصة أننا لانتحرك إلا في السيارة وأغلب الظروف لاتساعد على المشي الذي خلصت دراسة إلى أن المشي بوتيرة معتدلة قد يقلل من أعراض الضعف الإدراكي المحدود المرتبط بسوء حالة الأوعية الدموية بالمخ.. كما وأنه يحسن صحة القلب والصحة الدماغية.. كما خلصت الدراسة إلى أن المشي يقلل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع نسبة الكولسترول التي لها تأثير سلبي على المخ من خلال نقص تدفق الدم..! والواقع أن عشرات الدراسات صدرت وتصدر للتأكيد على أهمية المشي لصحة الإنسان.. تقول العالمة والكاتبة كاتي بومان إن المشي ضرورة بيولوجية مثل الأكل وتشير في كتابها "حرك حمضك النووي.. استعد صحتك من خلال الحركة الطبيعية" إلا أن هناك حركات مغذية يحتاجها الجسم تماماً مثل العناصر الغذائية.. والمشي غذاء مثالي إنه الحركة الأساسية للإنسان والحركة أسهل كثيراً من ممارسة التمارين الرياضية..! أما ليزلي سانسون مبتكرة برنامج المشي في المنزل تشير إلى أن المشي من ثلاث إلى خمس دقائق آثناء فترة جلوس تستمر ثلاث ساعات يقضي على الآثار الضارة للجلوس طويلاً على شرايين الساق.. ولعل الأهم ماقالته رئيسة كلية الطب الرياضي الأمريكي مت أن توصيات الكلية تدعوإلى 150 دقيقة على الأقل من المشي كل أسبوع.. وأنه لو كان علينا اختيار شيء واحد فالأبحاث تقول إنه ينبغي أن يكون المشي..!!