يتواجد حالياً في عاصمة السينما العالمية هوليوود المئات من الطلبة السعوديين، شباباً وشابات، يدرسون صناعة الأفلام في معاهدها وأكاديمياتها المتقدمة، ويعملون في شركاتها كمتعاونين في مشروعات إنتاجية تتعلق أغلبها بالأفلام القصيرة والإعلانات. ونظراً لعدم وجود صالات سينما في المملكة فإن تواجد هذه الأعداد الكبيرة في هوليوود قد يبدو غريباً وغير متوقع، إلا أن إطلالة بسيطة على تاريخ هذه المدينة السينمائية الشهيرة ستوضّح كيف أن السعوديين ارتبطوا بهوليوود منذ بواكيرها الأولى، وكان لهم حضور واضح ومؤثر، بدأ منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ولم ينقطع حتى اليوم. وفي هذا التقرير نستعرض أشهر الأسماء السعودية التي عملت في عاصمة السينما العالمية. خليل الرواف لم يكن خليل الرواف أول سعودي يعمل في هوليوود، بل هو أول عربي على الإطلاق يشارك في فيلم أميركي، ومن خلال بوابة كبيرة تتمثل في نجم السينما الأميركية جون واين الذي اشترك معه في فيلم "أنا أغطي الحرب" منتصف ثلاثينيات القرن الماضي. وقد كان للصدفة دور في علاقته بهوليوود، حيث انتقل لها بفضل زوجته الأميركية التي التقاها في أحد فنادق بغداد، فتزوجها وسافر معها لأميركا في بداية ثلاثينيات القرن الماضي، فمكث معها قرابة ثلاث سنوات، إلى أن شاءت الأقدار أن ينفصل عنها أثناء إقامته معها في أريزونا، فانتقل إلى مدينة لوس آنجلوس، وحيداً مشرداً لا يملك مصروف يومه، حتى تعرف فيها على بائع سجاد لبناني والتقى عنده برجل يعمل في أستوديوهات السينما ويبحث عن شخص لديه معرفة بعادات أهل الجزيرة العربية، فكان هذا اللقاء مفتاح التعاون بين الرواف وبين أستوديوهات يونيفيرسال العريقة. عُرض الفيلم في صالات السينما الأميركية عام 1937م، وشارك فيه الرواف ممثلاً بشخصية شيخ عراقي يقود ثورة ضد القوات البريطانية، كما أدى مهمة مستشار مختص بالملابس العربية، وذلك مقابل 1600 دولار. يقول الرواف في مذكراته المنشورة بعنوان "صفحات مطوية من تاريخنا العربي الحديث" إن مشاركته في هذا الفيلم كشفت له قوة صناعة السينما لكنه في الوقت ذاته عبّر عن إشفاقه على حال نجوم السينما وحياتهم التي يراها بائسة وغير سعيدة، لذلك فضل الاكتفاء بهذا الفيلم والابتعاد عن مجال السينما رغم العرض الذي جاءه من أستوديوهات يونيفيرسال لمواصلة العمل معها في أفلام أخرى. نبيلة خاشقجي سيدة أعمال ومنتجة وممثلة، وهي ابنة الملياردير الراحل عدنان خاشقجي. بدأت مسيرتها في هوليوود عام 1987 عبر المسلسل البوليسي الأميركي Adderly واستمرت في التمثيل حتى عام 2003 مقدمة خمسة أفلام ومسلسلا تلفزيونيا من أشهرها فيلم Eye of the Widow وفيلم The Mystery of Edwin Drood كما شاركت مع المخرج الإيطالي الشهير فرانكو زافيريللي في فيلم Young Toscanini. وقد توقفت حتى عام 2012 الذي عادت فيه كمنتجة للمسلسل الكوميدي الرومانسي Love On-The-Line. محمد التركي منتج سعودي شاب اقتحم هوليوود من الباب الواسع، وأنتج مجموعة من أهم الأفلام الأميركية لكبار نجوم السينما. وهو ابن عبدالعزيز التركي رجل الأعمال المعروف، وقد بدأ مشواره في الإنتاج السينمائي عام 2010 بالفيلم المستقل The Imperialists Are Still Alive للمخرجة البريطانية زينا دورا، ثم توالت مشروعاته السينمائية الكبيرة، ومن أهمها فيلم (أربيتراج-Arbitrage) الذي أنتجه للنجمين ريتشارد غير وسوزان سوراندن، وفيلم Adult World من بطولة جون كوزاك والنجمة الشابة إما روبرتس، وفيلم At Any Price الذي جمعه بالنجم الشاب زاك إيفرون. ومع أن نشاط التركي قد توقف منذ عام 2014 مكتفياً بإنتاج فيلم وثائقي وحيد هذا العام من إخراج النجم جيمس فرانكو بعنوان Metamorphosis: Junior Year، إلا أنه لم يفقد بريقه في هوليوود ويعد من أهم الأسماء الفاعلة فيها. هيفاء المنصور تعد هيفاء المنصور أنجح السينمائيين السعوديين على الإطلاق، حيث تمكنت بفضل كفاحها في صناعة فيلمها الشهير "وجدة" من الوصول إلى دوائر صناعة السينما العالمية، خاصة في هوليوود، حيث اتفقت مع عدة شركات إنتاج سينمائية لإخراج فيلم عن الروائية البريطانية الراحلة ماري شيلي سيرى النور هذا العام، وهو من بطولة نجمتي هوليوود مايسي ويليامز وإيلي فاننغ. خليل الرواف جسد شخصية شيخ عربي مع النجم جون واين هيفاء المنصور نبيلة خاشقجي كتاب يروي تفاصيل تجربة خليل الرواف في هوليوود