الأهلي وخالد بن عبدالله صنوان لا يفترقان، هكذا عرفنا تلك العلاقة التاريخية التي أسس لها الرمز الأهلاوي بالكثير من المال والجهد والتفرغ. كل رياضي يدرك ونحن معه بأن الأمير خالد بن عبدالله هو حالة الاستثناء في مجال الرياضة، نعم هناك الكثير من الأسماء ولها بالطبع كل التقدير والاحترام لكن الذي اعنيه أن خالد ظل داعماً لكيان الأهلي طيلة الأربعين سنة الماضية ولم يبخل عليه وتعامل معه مثلما يتعامل الوالد مع ولده. هذا من حيث التاريخ والدعم الذي لا يمكن تجاهله أو القفز عليه كونه حالة خاصة ومتفردة أما من حيث مصير الأهلي ومستقبله فلي رؤية تختلف عن رؤية أهل العاطفة تتمثل في أهمية أن يبدأ الأهلي في التحرر من فردية الأسماء وبالتالي نراه نموذجياً بعمل مؤسساتي لا يهتم كثيراً بعضو بل بمنظومة جماعية متنوعة تبتكر وتنتج وتسهم في توفير الدعم المالي وتحفز وتشجع على تنامي المداخيل وفسح المجال وإتاحة الفرصة لكل من يرى في نفسه القدرة لتقديم ما يمكن أن يكون إضافة نوعية للكيان. الأمير خالد بن عبدالله تاريخ للعطاء وبصماته كبيرة لكن حان الوقت لأن يرى الأهلي مرحلة مغايرة تحمل كل الخيارات وتلغي من مفهومها خيار الرجل الواحد الذي يتكبد دعم النادي وميزانيته وصفقاته ورواتب العاملين في أروقته وإذا ما خسر الفريق الأول لكرة القدم أو تعثر في صفقة محترف توالت عليه الانتقادات وكل أنواع الشتائم وهذا ما يحدث من بعض جماهير الأهلي للأسف. الأهلي يجب أن يسير في ركب الجماعية وكثرة الداعمين وتنوع مصادر الدخل وهذه ليست صعبة لا سيما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن هذا النادي العريق يحظى بمحبة وعشق وانتماء الملايين ومن بينهم بلا أدنى شك الميسورون والمقتدرون وأصحاب الفكر المتجدد. الأمير خالد له في قلبي مساحة كبيرة من الحب والاحترام ومقالي هذا فيه نوع من المصارحة التي لم يسمعها من أحد قبلي وليسمح لي إن قلت له اليوم مصلحة الأهلي المستقبلية تحتم عليك اتخاذ القرار الصعب الذي ينسجم ورغبتك كون ذلك سيدفع سواعد الأهلاويين للعمل في بناء وتدعيم كيانهم ومستقبله، فأكثر من أربعة عقود وأنت تنثر الملايين والكل يفرح وهذه المرة حان الوقت لأن نرى رد الجميل، نرى من ينثر الملايين وأنت تفرح. نعم هو قرار صعب لكنه حتمي إن لم يكن اليوم ففي الغد، وهذه سنة الحياة لا تدوم إلا لخالقها عز وجل. تفكير الأمير والرمز خالد بن عبدالله بالتوقف عن الدعم أو تقنينه هو عين الصواب، وعلينا أن نفكر فيه بعين العقل لا بعين العاطفة، ونقول شكراً وآن الأوان لأن يصبح للأهلي مع خالد وبعد خالد ألف خالد وسلامتكم.