سوق العمل السعودي معطل منذ عقود مضت مع استقدام ملايين العمالة الاجنبية الرخيصة التي خلقت فجوة كبيرة بين اجمالي عرض العمالة (فائض) والطلب على العمالة السعودية (عجز) ومستوى الاجور. فقد أوضحت وزارة العمل تراجع تأشيرات القطاع الخاص 29% من 1.97 مليون في 2015م الى 1.4 مليون تأشيرة في 2016م، ورغم ذلك تراجع معدل التوطين (الطلب) %37 خلال نفس الفترة، مما يجعل البعض يعتقد انه يعود الى تراجع النمو الاقتصادي وتقلص انشطة الاعمال. لكن السبب الرئيس هو فشل عوامل سوق العمل، حيث لم يؤد ارتفاع معدل نمو الاقتصاد الحقيقي الى 3.65% في 2014م والى 4.11% في 2015م الى تقليص نسبة البطالة. رغم ارتفاع معدلات التضخم الى 2.2% و 3.5% خلال نفس الفترة الذي لم ينعكس سلبيا على معدل البطالة كما هو متوقع، حيث ارتفع معدل البطالة الى 11.74% في 2014م وبدون تغيير يذكر (11.6%) في 2015م، رغم ارتفاع معدل النمو (1.3%)، مما عزز استمرار نمو البطالة الى 12.3% في الربع الرابع/2016م. ان فشل آلية سوق العمل يعود الى ارتفاع عرض العمالة الاجنبية الرخيصة مقابل عدم مرونة الطلب على العمالة السعودية، مما خلق بيئة عمل طاردة للسعوديين. وهذا ما اوضحه تقرير مؤسسة التأمينات الاجتماعية، ان متوسط راتب السعودي فقط (3168) ريالا، حيث ان 48% أو (801.6) الف سعودي مسجل لديها لم تتجاوز رواتبهم 3 الاف ريال شهريا في الربع الثالث/2016م، بينما الذين تجاوزت رواتبهم 10 آلاف ريال 209 آلاف عامل، أي 12% من إجمالي العاملين السعوديين. اما عدد الاجانب الذين تقل رواتبهم عن 3 آلاف ريال شهريا بلغ 7.5 ملايين عامل بنسبة 87% من إجمالي الأجانب بنهاية الربع الثالث 2016م، بينما الأجانب الذين تجاوزت رواتبهم 10 آلاف ريال فبلغ 249 ألف عامل خلال نفس الفترة أي تجاوز عدد السعوديين الذين يحصلون على نفس الرواتب بنسبة (19%) مع امكانية الاحلال. ان هذا التحليل يوضح أهم الحلول للحد من البطالة بين السعوديين وذلك بكف يد وزارة العمل من التدخل في آلية سوق العمل والاكتفاء بتفعيل التالي بالتنسيق مع الجهات الاخرى: رفع الحد الادنى لاشتراك السعوديين في مؤسسة التأمينات الى (5000) ريال ليكون ضمنيا الحد الادنى لرواتبهم؛ تطبيق قرار مجلس الشورى بخفض ساعات العمل الى (40) ساعة عمل في الاسبوع؛ الحد من منافسة العماله الاجنبية للعمالة السعودية بفرض مدة محدده لبقائهم والمزيد من الرسوم لرفع تكلفتهم الشهرية، مما يسهم في خفض عرض العمالة الاجنبية وزيادة الطلب على العمالة السعودية.