أكد خبراء وأكاديميون: أن الأمر الملكي بإنشاء جهاز تحت مسمى رئاسة أمن الدولة سيخفف من الأعباء المثقلة لكاهل وزارة الداخلية وسيعزز من كفاءة وقوة وصلابة الأمن ويسهل اتخاذ القرارات الكفيلة بالحفاظ على الكيان الوطني، منوهين بجملة القرارات الحكيمة التي جاءت مرتسمة نهجاً جديداً في إدارة الدولة الحديثة بما فيها إنشاء ناديين باسم " الإبل والصقور " والتي ترتبط بماضي وتاريخ المملكة وثقافتها وما تشكله من اعتزاز لدى المواطنين بهذا التراث الأصيل، مؤكدين: أن الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- حريصة كل الحرص على كل ما يخدم الوطن والمواطنين ويحقق اهتمام الشعب وتطلعاته. تقوية الأمن وأكد الخبير الأمني د. حمود الزيادي: أن إنشاء جهاز رئاسة أمن الدولة خطوة في تقوية المؤسسة الأمنية التي حققت نجاحات كبيرة في مكافحة الإرهاب وصد التنظيمات الإرهابية وحفظ الأمن الوطني خلال السنوات الماضية، فهذه المؤسسة تمتلك قدرات وكفاءات عالية وقديرة، ولذلك جاءت هذه التشكيلات، وهذا التنظيم ليزيدها صلابة وقوة وحيوية في حفظ الأمن في ظل التهديدات التي تواجهها المنطقة وخاصة التي تستهدف أمن المملكة. وقال: المملكة مقبلة على كثير من التغييرات والتطورات التي تصب في تعزيز الأمن الوطني والتنموي والنسيج والمنظومة المتكاملة عبر هذه الدوائر المتعددة، فقد ظل الأمن السعودي مثالًا للاحترافية في التصدي لتنظيمات إرهابية عديدة كالقاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات المرتبطة بالمد والدعم الإيراني وغيره من الدول المعادية، فالأمن استطاع أن يصل لمعلومة دقيقة وتفكيكها بل أصبح يقدم معلومات كبيرة لحفظ الأمن الإقليمي والدولي، وهذه النجاحات الأمنية اليوم يواكبها تطور جديد وإعادة هيكلة لمواجهة التحديات المستقبلية، خاصة من الدول المارقة. وتابع: من خلال مكونات الجهاز: "المباحث العامة، قوات الأمن الخاصة" هذه المنظومة هي التي تتصدى لحفظ الأمن وخاصة ما يهدد الكيان الوطني من خلال البعد المعلوماتي والمعرفي والميداني، وهذه الأجهزة المتعددة بانتظامها تحت جهاز واحد ستصبح أكثر تأثيراً. نجاحات ملموسة من جهته قال عضو هيئة التدريس في جامعة نايف للعلوم الأمنية د. محمد الثقفي: هذه التغيرات ترتبط ارتباطاً وثيقاً برؤية 2030 والتي تدفع نحو نقلة نوعية في كافة مقومات الأمن الوطني، ولكن يظل الأمن العام والأمن السياسي ومفهوم مصطلح أمن الدولة أشياءً أساسية لا بد من التركيز عليها، والجهاز الأخير لن يكون جديداً في مهامه كونه تم دمج الجهات التي كانت معنية بالإرهاب ومكافحة التجسس "المباحث العامة، الأمن الخاص، طيران الأمن، الطوارئ الخاصة " والتي سجلت خلال الفترة الماضية نجاحات ملموسة في مواجهة الإرهاب، مشيداً في سياق حديثه باختيار عبدالعزيز الهويريني وعبدالله العيسى لقيادة هذا الجهاز كونهما وراء كثير من النجاحات التي حققتها وزارة الداخلية. وقال: حينما ننظر لهذه التشكيلات والأوامر الجديدة نلحظ أنها ترمي من خلال الدمج المقنن إلى زيادة فعاليتها لتحقيق مزيد من الاستقرار الأمني، وهذا الدمج سيسهل اتخاذ القرارات الإستراتيجية لمكافحة التهديدات التي تعيشها المنطقة والمملكة جزء منها، ونتوقع كفاءة أعلى لوجود قائد واحد سيوجه كافة القطاعات التي تشترك في الوقاية من الإرهاب والأهم تمويله لأنها ستزيد من فعالية الجهاز الجديد. وحول إنشاء ناديين للإبل والصقور أكد د. الثقفي: أن جميع المقومات المرتبطة بأمن الوطن من السياسة والزراعة والثقافة وحتى الإبل باعتبارها مقوم هام للشعب السعودي جميعها مدار اهتمام، وتتفاعل كثيراً من قطاعات الدولة من أجل المحافظة على المقومات لتحقق الأدوار المطلوبة منها.