تساؤلات كثيرة تدور حول الموقف القطري المشين وموجات هائلة ضد ما تقوم به هذه الدولة مستنكرين تصرفاتها الدنيئة، لم تكن عبارة "قطر تدعم الإرهاب" محض افتراء، أو تحاملاً عليها، كما أن المتابع لتصريحات مسؤولي قطر يجد ثمة دلائل تبرهن على تورط دولة لم يتجاوز عدد سكانها الثلاثة ملايين، لكنها تدعم داعش، والإخوان، وتنظيم القاعدة، والفصائل السورية المسلحة، وجبهة النصرة الإرهابية، فما الهدف من تورط قطر بأسرتها الحاكمة في تمويل ودعم الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط؟ تحدث الزمان ونطق المكان شاهداً على تطرف قطر المفضوح أمام العالم أجمع وفي كل يوم ينزع الستار عن جريمة من تخطيط وتدبير تلك الصغيرة في الأعيُن مدعية السلام والحياد في وقت سابق، متناسية أن هناك من هو على دراية تامة بأفعالها، لم تغفل الرياض عن تلك السطور المعوجة ولها مع الدوحة مواقف، لكن الصغيرة اختارت طريق الهلاك لتعلن في كل مرة أنها داعمة لخطر الإرهاب سراً ومن ثم جهراً لم نكن نعلم عن قطر إلا حجمها وتعدادها مسجلة أرقاما مميزة في أواخر الصفوف، بالإضافة إلى أحداثها المخجلة في قيادة الدولة والانقلابات المتوارثة فيما بينهم، يبدو لي أن تلك المعلومات مركونة في عقل الإنسان الطبيعي غير السياسي ولا الاقتصادي عندما يُسأل عن قطر التي بدأت تنهض بعد هذا التاريخ باحثة عن مجد جديد يخلف ما كانت عليه، وللأسف خانها الاختيار ولم تسلك الصواب فسقطت في جحر خرابها وفي قبضة من حولها. لماذا كل هذا أيتها الصغيرة؟ لماذا دنست اسمك؟ ماذا كان ينقصك؟ الدوحة فقط هي من يستطيع الإجابة.. هذا من صنع عملك يا خبيثة العمل فلم تجلبي إلا العار وهذا هو نهج سياستك. انكشفت قطر وبانت أهدافُها متربصة على بساط محاربة أمن واستقرار المنطقة مدونةً اسمها في التاريخ تحت مقولة (قطر الصغيرة سُم الدهر)، الأمر من ذلك أنها جارة أطهر دول العالم، ألم تعلم حكومة الدوحة موقعها الجغرافي بالقرب من شرقي بلاد الحرمين بلاد التوحيد بلاد القادة العظام موطن الحب والسلام موطن القضاء على الإرهاب؟ ألم تتعلم من مواقف المملكة العربية السعودية المشرفة عبر مراحل التاريخ بالفعل إنها صغيرة ولم تدرك حجمها بعد. إن دول المقاطعة لحقت بالأمر قبل فواته، وهي الآن تعاقب الدوحة على تمردها ممسكةً بملفها المليء بالأخطاء فعليها أن تختار ما بين الجنة أو النار، وأقترح أن ترضخ حتى لا تصبح محطة للعقوبات الدولية. لا بد ل«قطر» أن تدرك جيداً أن تغريدها خارج السرب لن يسعفها على المدى الطويل، وأن خطوط الاتصال مع إيران ليست الحل لعلاج الأزمة الحالية مع دول الخليج والمملكة تحديداً، فالسياسة القطرية انتهجت نهجاً غريباً منذ سنوات وترتب على ذلك حساسيات وفجوات مع دول عربية عدّة.. فهل تعود الزمن «قطر» إلى «خليجها»؟ لأن ثوب علاقاتها بات يحتاج رتقاً سريعاً قبل أن يبلى.