نجح المواطن ياسر بشاشة في تجربة ترميم وتأهيل "حصن أبها التراثي" وتحويله لمقهى تراثي يحمل هوية المكان والإنسان، لا سيما وأن جل تلك البيوت غير مستفاد منها، دون أن يفقد المكان روحه وطبيعته، وحافظ على محتويات الحصن العسيري الشامخ بتقسيماته وزواياه وألوانه الزاهية، ليمكّن جيل اليوم من العيش ولو للحظات في بيوت الأجداد كما كانوا يعيشون في بيئة تجلب الدفء والجمال والأناقة والهدوء. وحرص الشاب بشاشة على استدعاء التراث بصورته الحقيقية ليعيد للمكان حراكه المندثر، مستفيداً من ألوان "القط" وراوئح "الريحان" و "البرك" و "السداب" و "البعيثران"، بعد أن زيّن المشهد بمفارش "السدو" و "الفرائق" الملونة، و "اللحاف" العتيق، و "الفوانيس" و "الأتاريك" وعرض بعض الملبوسات القديمة ك"الثوب العسيري" و "الشيلة المهدّبة" و "المنديل" الأصفر، وجلب بعض المقتنيات التراثية التي كانت تتكئ جدران "البسطة" منذ خمسة عقود مضت لتستحضر الزمان، وتكون اليوم شاهداً على المكان. وقد أسهمت هذه العوامل والمميزات في أن يصبح الحصن مقهىً شعبياً وليس متحفاً تراثياً، ليرتاده كبار السن والشباب على حدٍّ سواء، يتبادلون الأحاديث والقصص والروايا والأشعار، لتمتزج الموروث الجميل بطموح الشباب واستحضارهم للماضي الذي لا زالت أطرافه متشبثة بروح وذاكرة أهالي المنطقة. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد قام مؤخراً بزيارة لحصن أبها التراثي. وأثنى سموه على جهود الشاب أنس بشاشة الذي رمم "حصن أبها الثراثي"، وحوله إلى ملتقى لأهالي المنطقة الباحثين عن جمال المباني الأثرية والطبيعة التي تبدو من شرفات هذا القصر الفريد وقال: "عملكم وطني وجهدكم مميز بكم نحفظ التراث ويفخر الوطن" معتبراً سموه أن ما يجري من اهتمام بالتراث الوطني في جميع مناطق المملكة ما هو إلا ثمرة الرعاية والاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين للتراث الحضاري الذي تزخر به المملكة العربية السعودية.