اطلعت في جريدة «الرياض» بتاريخ الثلاثاء 1432/1/22ه مقالة (توحيد الجهود قوة) لمعالي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الواردة في عموده الصحفي (نافذة على المجتمع). أقدم الشكر الجزيل والعرفان لفضيلته الذي يتحفنا بموضوعات ذات أفكار جديدة ورؤى مهمة تصب في صميم خدمة المجتمع، ومنها الموضوعات ذات الطابع التاريخي والثقافي ما يعكس إيمانه بمكانة التاريخ في الواقع الثقافي والمعرفي ومن ذلك هذه المقالة الجديرة بالقراءة والمحملة أيضاً بقضايا الكتاب والقراءة وتعميمهما على الكل من خلال دعوته - سلمه الله - إلى بناء مكتبة واحدة وعامرة في الرياض تضم المكتبات العامة والمؤسسات المعنية بالكتاب بصورة عامة على غرار المكتبة الوطنية في باريس التي زارها الكاتب وأبدى اعجاباً بمبناها الضخم ومعناها الكبير في تشجيع القراءة وكونها معلماً ثقافياً وحضارياً يقصده الفرنسيون وزوار فرنسا وسائحوها، وهو محق في تلك الدعوة إلى مكتبة أم تضم كل مكتبات الرياض لاختصار الوقت والجهد والتيسير على المستفيدين إلاّ ان ذلك الأمر متيسر وحاصل في وجود مكتبة الملك فهد الوطنية والتي تمتلك مشروعاً طموحاً في التوسع لاحتواء مزيد من الواجبات المكتبية تجاه الكتاب والمؤلفين والباحثين والباحثات من الحفظ والنشر واستيعاب المزيد من المستفيدين وتوسيع دائرة خدماتها، وهي أهل لذلك وقادرة عليه باهتمام ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والمشرف العام على مكتبة الملك فهد الوطنية وتوجيهاته - حفظه الله - لتعزيز مكانة الكتاب والقراءة في السلوك العام وجعل الرياض عاصمة مستمرة للثقافة والبحث، كما ان اعجابي بمقالة معالي الشيخ عبدالله المنيع التي تحمل قضية ثقافية واجتماعية مهمة لن يمهلني التأخر في القول بأن تعدد المكتبات يقدم خدمات متنوعة للباحثين والباحثات ويسهل لهم تحقيق رغباتهم العلمية واحتياجاتهم البحثية من المعلومات المختلفة كما هو بالضبط في العاصمة الفرنسية باريس التي تتعدد فيها المكتبات العامة لتتكامل مع المكتبة الوطنية في خدمة الحاجات العلمية والثقافية المتنوعة لدى الفرنسيين وزوارها من الباحثين والباحثات من خارج حدودها الجغرافية، فليس في باريس المكتبة الوطنية فقط بل هناك مكتبات عدة وفي مجالات عدة تخدم المتلقين والقراء والمطلعين، وان كانت تلك المكتبة التي أشار إليها فضيلته مثار اعجاب لدورها الحضاري على مدى تاريخها الطويل. وإذ أشكر لمعالي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع قلمه المتنوع الأفكار أقدر فيه اهتمامه بمجال التاريخ وتطرقه في غير مرة إلى قضايا تمس الشأن التاريخي وتشف عن صدق في الطرح ومنهجية في الرؤية وحرص على التطوير والتحديث بما يخدم المجتمع ويطور مؤسساته ويعزز تطلعاته. كما أشكر لسعادتكم ولجريدتكم الحرص على تقديم الرسالة الإعلامية الوطنية الواعية والتنويع في التطرق لقضايا رئيسة في حياة المجتمع، وتعزيز قيم القراءة والتعلم والبحث ضمن دور الجريدة الثقافي. * الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز