خبر أسعدنا جميعاً وهو إعلان منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اختيار مدينة الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019 م، وهذا لم يكن مستغرباً على هذه المدينة، حيث إنها من المدن التي اتسمت بطابع ثقافي منذ سنوات طويلة، بوجود معرض كتاب عالمي وكبير، ونشاط مسرحي متميز، إضافة إلى إقامة كثير من الأنشطة الثقافية. وكما هو معروف أن منظمة اليونسكو بدأت منذ عام 2001م باختيار عاصمة كل عام للكتاب وفق معايير معينة حيث كانت أول عاصمة للكتاب مدريد وفي عام 2002 ميلادي كانت الإسكندرية، واختيرت بيروت كعاصمة للكتاب عام 2009م. لقد بُني هذا الترشيح على دعمها لبرامج القراءة ليشمل أكبر شريحة من السكان، وأعتقد أن هذا الترشيح تتويج لجهود الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، الذي جعل المعرفة والثقافة هوية لإمارة الشارقة، وبكل تأكيد سيعزز الترشيح الاهتمام بالكتاب والتشجيع للقراءة. وحيث إن دول الخليج العربية كيان واحد، فتميز مدينة من مدنها، له مردوده الإيجابي لكل أبناء الخليج، فمن المعروف أن معارض الكتب ملتقى لكل من له علاقة بالثقافة، وأمكنة للتواصل بين الأدباء والمثقفين، ووسيلة لتقديم نتاجات المبدعين المختلفة، ربما حركة النشر لم تصل بعد لمستوى بيروت والقاهرة، ولكن في السنوات الأخيرة بدأنا نلاحظ حركة نشر لبعض الدول وهنالك كثير من دور النشر حققت نجاحات في النشر والتوزيع. أتمنى أن يكون ترشيح الشارقة عاصمة عالمية للكتاب محفّزاً لكل دول الخليج للاهتمام بالكتاب، وبالطبع الاهتمام يندرج تحته الاهتمام بالمكتبات العامة وتهيئتها للقراء والمستفيدين، وللأسف لا يوجد اهتمام بالمكتبات، كما في أغلب دول العالم المتحضر، لذا فمن المفترض أن يكون في مدينة كبيرة "الرياض كمثال" أكثر من أربع أو خمس مكتبات عامة تخدم سكان المدينة، ربما هنالك من يقول إن التقنية الحديثة تغني عن المكتبة، ولكن أرى أن المكتبة كيان يشتمل على كل وسائل المعرفة وأوعية المعلومات، ومقر لكل فعل ثقافي وعلمي، وحقيقة الحديث عن المكتبات يحتاج لمساحة أكبر، بجانب ذلك، وهذا ملاحظ أيضاً في المملكة ودول الخليج عدم وجود مكتبات تجارية متخصصة بالكتب فقط، هنالك بعض المكتبات في بعض الأسواق الكبرى، دبي كمثال، ولكن نحتاج إلى مكتبات تكون لها علاقة بدور النشر، شأن كثير من الدول العالمية، حيث يعرض الكتاب حديث النشر، وتكون هنالك صناعة فعلية للكتاب، تبدأ بالنشر ومواصفاته وتنتهي بالتسويق الجيد، ليحصل المؤلف على حقوقه الفعلية، والمهملة للأسف في الوطن العربي، ليكن ترشيح الشارقة عاصمة للكتاب العالمي، خطوة لزيادة الاهتمام بالكتاب والقراءة، ولتحقيق رؤية المملكة 2030م في الجانب الثقافي، لتكون إحدى مدن المملكة -دون تحديد- مستقبلاً عاصمة عالمية للثقافة والكتاب، نأمل ذلك.