سنوات طويلة والمملكة العربية السعودية تهتم بأجنحتها في معارض الكتب المختلفة، ربما الأكثر تميزاً، معرضي الشارقة وأبو ظبي الدوليين للكتاب، ومنذ سنوات كان جناح المملكة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب وجهة لكل العرب والمسلمين في ألمانيا وبعض الدول الأوربية؛ حيث يتم توزيع نسخ من المصحف الشريف باللغات المختلفة، إضافة إلى بعض الكتب والنشرات الإعلامية. لم يتوقف الأمر عند توزيع المنشورات، بل كان هنالك نشاط ثقافي يحدده ثقافة الملحق التعليمي أو الثقافي في البلد التي يقام فيها المعرض، وعلاقاته بالأدباء والمثقفين، وأحياناً تكون تلك الفعاليات متميزة، وفي الفترة السابقة كانت الأجنحة تشرف عليها الملحقيات الثقافية والتي تتبع وزارة التعليم حالياً، الأمر تغير الآن، فكما فهمت انتقل الإشراف على تلك الأجنحة إلى وزارة الثقافة والإعلام، ونحن نمر الآن بمرحلة انتقالية، لذا لن نعاتب وزارة التعليم أو وزارة الثقافة والإعلام على غياب مشاركة المملكة في أكبر معرض للكتاب في العالم معرض فرانكفورت الدولي للكتاب هذا العام، ولكن نطمح بأن يكون العام المقبل بداية لصيغة جديدة للمشاركة في معارض الكتب. المملكة العربية السعودية على أعتاب مرحلة جديدة تحددها رؤية 2030م ، لذا فمن المفترض -وفق تصوري- أن تكون المشاركة تعطي صورة كاملة للوطن، بلد الحرمين الشريفين، يجب أن يصل لكل زائر لجناح المملكة، ما تقوم به الدولة لخدمة الإسلام والمسلمين، المشروعات الكبرى في مكة والمدينة، والخطوات المتميزة لتسهيل أداء شعائر الحج والعمرة على جميع المسلمين قاطبة، إضافة إلى توزيع نسخ من المصحف الشريف بكل لغات العالم، والكتيبات والأدلة الإرشادية والتعريفية، هذا من جهة، نأتي لأمر آخر، وهو التعريف بمملكة المستقبل، نحن نحتاج إلى جهد كبير لتغيير الصورة النمطية التي ترسخت في أذهان الغرب، عن شعب الجزيرة العربية ويدخل في ذلك دول الخليج العربي باستثناء دبي في السنوات الأخيرة؛ حيث إن التصور لديهم هو رجل يسكن في خيمة ولديه جمل بجانب بئر النفط، نحن نفخر بأجدادنا وبالبدو الرحّل، ولكن نحن الآن ساعون في الركب الحضاري، والأمثلة على التطور والتقدم الذي وصلنا إليه واضحة للعيان، فمن المهم إيصال المعلومة بشكل مبسط ومباشر للجميع. جانب آخر أرى أن يشتمل عليه الجناح، وهو مهم، بل من المفترض أن يكون هنالك جناح مستقل يعتمد على البيع إذا كان الأمر متاحا، بأسعار معقولة، يعرض في ذلك الجناح إصدارات الأدباء والكتاب من المملكة، ومن خلال هذا الجناح يصل الكاتب السعودي وكل من تميز من المبدعين إلى بيت كل قارئ مهتم بالإبداع في العالم، ومكتباتنا المنزلية تحتوي على كتب لمبدعين وأدباء اقتنيناها في معارض كتب سابقة أقيمت في المملكة من أجنحة وزارة الثقافة العراقية والسورية والتونسية والجزائرية إضافة إلى إصدارات هيئة الكتاب المصرية. كتبنا للأسف موزعة بين أجنحة النشر المختلفة، لذا يختفي للأسف الصوت السعودي. ما قلته هو رغبة محب للوطن ومهتم بنشر ووصول الكتاب السعودي لكل مكان، وحريص على أن تكون واجهة الثقافة السعودية في جميع معارض الكتب والمحافل الثقافية مشرقة ومتميزة، لذا أتمنى أن يكون هنالك إدارة للمعارض الخارجية في الوزارة أو في الهيئة العامة للثقافة؛ حيث يتم تحديد وضع كل معرض دولي أو عربي للكتاب، وكيفية المشاركة به، من حيث اللغة والاهتمام، أعتقد أن نجاح الجناح السعودي في أي معرض أشبه ببطولته يحققها فريق يشارك في مسابقة عالمية.