قد يكون سوء استخدام التكنولوجيا الحديثة من أسباب التسويف الأكاديمي، يستهلك كثيراً من الوقت والجهد في تصفح محتويات ترفيهية وتواصلية لاتخدم الباحث ومهامه، كما أن إيمان الباحثين بسرعة الحصول على المعلومات عبر شبكات الإنترنت يدفعهم إلى تأخير أعمالهم وعدم البدء فيها، مما يتطلب إرساء قواعد للتحكم في استغلال تكنولوجيا العصر أكاديمياً، من خلال عدم الاتكالية الكاملة عليها، مع تنمية للذكاء التكنولوجي لدى المتعلمين الهادف للاستفادة من التكنولوجيا قدر الإمكان وبأفضل الطرق. في كتابها ذائع الصيت حان الوقت " It's The Time" تناولت أخصائية علم النفس والاجتماع ليندا سابادين ستة أنماط من المسوفين لأعمالهم وكيفية التغلب على مشاكلهم: الباحث عن الكمال، شخصٌ لديه توقعات عظيمة تصل للكمال، يعمل باستمرار ولا ينجز شيئا من المهام المكلف بها، وحله أن يكون واقعياً في تطلعاته لا مثالياً، بتحديد أهدافه بدقه وتخصيص وقت مناسب لإنجاز كل هدف، مع توقع الأخطاء وعدم الكمال فيما سينجزه؛ وهذا أفضل من التسويف القاتل بحثاً عن العظمة!. الحالم، ولديه أفكار عظيمة وخطط مثمرة، لكنها لاتخرج من نطاق الفكرة أو التمني، لايطيق صبراً في الواقع العملي للعمل بجد، وسرعان ما يعود لأحلام يقظته، وهذا عليه البدء فوراً بتحويل بعض أفكاره وخططه إلى واقعٍ ملموسٍ بيديه، محدداً أهدافه وخطواته؛ فهذا كفيلٌ أن يمنحه قدراً حقيقياً من السعادة يفوق سعادته الواهمة وأحلامه المشتتة!. القَلِق، من لديه خوفٌ مستمر وقلقٌ من التساؤل "ماذا لو؟"، يخشى اتخاذ القرارات، روح التغيير، وتجريب أشياء غير مألوفة، وهذا عليه وعي أن عدم اتخاذ القرار هو قرار في حد ذاته، وأن اتخاذ قرار آخر قد يغير مجرى حياته، ومنه ينظر لنفسه ويؤمن بقدراته لإنجاز أعمال جديدة دون التفكير سلباً، مع توقع للخطأ وتمتع بالتفاؤل نحو النجاح. صانع الأزمات، شخصٌ يتعامل مع نفسه كضحيةٍ، يستمتع بالعمل في اللحظات الأخيرة تحت كمٍ هائلٍ من الضغوط المؤدية إلى ارتفاع "الأدرينالين" مما يؤثر سلباً عليه وعلى إنجاز المهام، ومثله يبدأ مهامه في وقت مبكر، مع مكافأةٍ لإنجاز أكبر عدد من المهام دون توتر أو ضغوط عصبية!. المتحدي، شخص لديه كفاءة عالية وقدرة على الإنجاز، لكنه يهدر وقته في معارك جانبية خاسرة وتحديات "مختلقة"، من الأجمل أن يشغل نفسه فيما يفيد، ويستمتع فقط بنجاحاته ولا يلتفت لغيرها، وهذا لن يضيره مادام ناجحاً. كثير الأفعال، من يشتت نفسه في كثيرٍ من المهام والأعمال ولايخرج منها بشيء واضح، ويحتاج ترتيباً لأولوياته ووقته لإنجاز الأهم فالمهم، كي لايضيع جهوده في أشياء لا تخدم طموحاته. وأخيراً، قد يكون التركيز على أبحاث علمية حديثة تركز على ظاهرة "التسويف الأكاديمي" وزواياها أهمية قصوى اليوم، لأنها باختصار، قد لاتؤثر فقط على المستوى الأكاديمي، بل على المستقبل المهني والتنموي معاً!.