المسوفون، هو وصف مشتق من كلمة (سوف) يوصف به أولئك الذين يكثر على ألسنتهم ترديد قول (سوف) كلما فكروا في القيام بعمل ما، كالإقلاع عن التدخين أو ممارسة الرياضة أو الالتزام بنظام غذائي أو الاستعداد للاختبار أو غير ذلك من المشاريع التي يودون القيام بها، فتراهم يتكئون بشدة على كلمة (سوف)، (سوف ابدأ برنامجي الرياضي الأسبوع القادم)، (سوف أقلع عن التدخين بدءا من رمضان القادم)، (سوف أبدأ الاستعداد للاختبار بدء من يوم السبت)، ثم عندما يحل الموعد المضروب لا شيء ينجز، وتبدأ سلسلة من الأعذار تعقبها وعود جديدة محمولة على (سوف) أخرى. ما الذي يجعل البعض يعانون من خصلة التسويف هذه؟ هل لها علاقة بنوع التربية التي يتلقاها الفرد، أم أنها موروثات بيولوجية تجري في دم الانسان لا علاقة لشيء آخر بها؟ سمعت من أكثر من شخص نساء ورجالا يقولون إنهم لا ينجزون المهام المطلوب منهم إنجازها إلا حين يكونون واقعين تحت ضغط اقتراب الموعد المضروب لإنهائها، فيضطرون إلى إرغام أنفسهم على العمل والإنجاز، أما قبل ذلك فإنهم يصيبهم التراخي وترفرف عليهم (سوف) بأهداب التأجيل والمماطلة. لكني أيضا سمعت أشخاصا آخرين يقولون إنهم لا يستطيعون العمل تحت حصار الزمن كأن يكون الموعد المضروب لإنجاز العمل يقترب حثيثا منهم، أو يكون هناك من يحثهم على السرعة من حين لآخر، يقولون إن هذا الضغط يسبب لهم توترا يشل قدراتهم فلا يتمكنون من فعل شيء. هذه الاختلافات بين البشر، ما سببها؟ ما الذي يجعل البعض لا يقبلون على العمل إلا متى كانوا مهددين بمحاصرة الزمن لهم فيعطلون إنجاز المهام الموكلة إليهم إلى آخر لحظة، بينما غيرهم يتوترون متى وقعوا تحت تهديد اقتراب الزمن فلا يحسنون العمل إلا حين يكونون في سعة من الوقت؟ هناك بعض الكتابات النفسية التي تحاول أن تحلل الدوافع والأسباب التي تجعل بعض الناس يميلون إلى التسويف، لكنها تظل مجرد دراسات نظرية لا يمكن الجزم بصوابها، كما أن تلك الدراسات تسقط من حسابها احتمال أن تكون خصلة التسويف بيولوجية ضمن جينات الفرد. ومع ذلك سواء كانت خصلة التسويف بيولوجية أو مكتسبة هي ليست من الخصال التي لا يمكن التخلص منها أو على الأقل التخفيف من حدتها، لكن ذلك لا يتحقق إلا متى شعر الانسان نفسه أنه يعاني من خصلة سيئة عليه التخلص منها، بيد أنه في كثير من الحالات لا يرى المسوفون خطأ في التسويف، هم غالبا راضون عن تلك الخصلة فيهم لا يرون فيها عيبا ولا ضررا، وكثيرا ما تسمع منهم عبارات مثل (الدنيا ما طارت، ليه الاستعجال؟) أو (اذا ما صار اليوم يصير بكره، ليه العجلة؟). فعدم رضا الانسان عن بعض الخصال فيه هو الذي يولد لديه القوة الدافعة للتخلص منها، ولو أن أولئك المسوفين آمنوا أن التسويف معطل لهم وأنهم بتسويفهم قد يسحقون فرصا تسنح، ويضيعون مصالح لا تتكرر، لتمكنوا من التغلب على تلك الخصلة وألقوا بحروف (سوف) بعيدا عن قاموسهم. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة