مازالت أندية حائل تراوح مكانها على الرغم من تغير الزمان وبروز الكثير من الأندية حولها والتي تعيش الظروف ذاتها، ولاتزال تترنح بين دوري الدرجة الثالثة والثانية والأولى من دون أن تنفض عنها غبار الاخفاق والتواجد بين أندية "دوري جميل" لتزداد شعبيتها وتصبح بيئة جاذبة للرعاة والمستثمرين ومطمعا للكثير من اللاعبين. مشروع دمج الأندية التي لاتزال بلا نتائج إيجابية ولا تحقق البطولات والإنجازات في شتى الألعاب أحد الحلول لهذه المشكلة على الرغم من أنه أثار حفيظة رؤساء بعض الأندية. يقول رئيس نادي اللواء عبدالله الزبيد حول أسباب عدم بروز أندية حائل وفكرة دمجها: "نحن نطالب بالمزيد من الأندية مثل ناد للأجفر وغيره من المدن التي تزخر بالكثير من الشباب الموهوبين ومن الصعب جداً دمج مدن متباعدة فمثلاً لو تم دمج نادي فيد مع اللواء سيكون بعد المسافة بين المدينتين أول العوائق ولا يمكن تنقل الشباب خصوصا صغار السن ناهيك عن أهمية أوقات فراغهم وهم مستقبل هذا الوطن الغالي وأين سيكون في حال تم دمج الأندية؟ أما عن أسباب عدم بروز نادي اللواء لأعوام فأعطونا منشأة متكاملة وطالبونا بالوصول إلى الأفضل ولا شيء مستحيل في ظل وفرة المواهب في مختلف الفئات السنية في محافظة بقعاء والتي تحتاج فقط لمنشأة تحتضنهم". وأضاف: "تخيل وجود منشأة مع دعم رجال الأعمال المخلصين حينها ما الذي يمنع من وصول اللواء لهدفه المنشود ولكننا نعاني من هذه الظروف فاللواء لا يملك سوى ملعب واحد مكون من سور شبك وأرضية غير مناسبة يتدرب فيها البراعم والناشئون والشباب والأولمبي والفريق الأول لكرة القدم". التفتوا لنا يؤكد رئيس نادي الغوطة عارف الذيبان حول دمج أندية حائل والحلول لعدم تقدمها أنه ضد هذه الفكرة لخدمة شباب الوطن في كل مدينة وفي كل محافظة لاستثمار أوقات فراغهم بما ينفعهم ويبعدهم عن كل ما يضر ويمس الأمن والحلول تكمن في دعم الأندية مادياً وإيجاد بنية تحتية من خلال منشأة رياضية متكاملة ومن هنا أناشد أمير المنطقة بحثّ رجال الأعمال لدعم الأندية ونتمنى من هيئة تطوير حائل الالتفات إلى الأندية ودعمها بما يناسب الطرفين ويعود بالفائدة سواء الأندية أو الهيئة فالمستفيد أولاً وأخير حائل". المال غير متوفر يقول رئيس نادي الحائط عابد الوقدان بعد سؤاله عن رأيه في دمج الأندية: "عملية الدمج غير ممكنة لأسباب عدة منها عدم قرب الأندية لبعضها بعضا لاتساع مساحة المنطقة مما قد يتسبب لا سمح الله بحوادث أثناء سفرهم لأداء التدريبات. إضافة إلى عدم وجود وسائل نقل مناسبة ورفض أولياء الأمور تنقل أبنائهم البراعم والناشئين لمناطق أخرى بعيدة، أما عن السبب وراء عدم بروز أندية حائل فالمادة هي السبب الرئيسي فضلا عن عدم توفر البيئة المناسبة لإقامة الأنشطة الرياضية في جميع الألعاب واتمنى زيادة الإعانات ووجود رعاة لتشجيع أبطال المناطق وتحفيز الأندية المتميزة بألعاب مختلفة". هروب اللاعبين رئيس نادي سميراء رشيد الشبرمي يقول عن سبب عدم بروز أندية حائل وبقائها أعواما "مكانك راوح": "الاحتراف أضعف من وجود الأندية الأقل دخلا ماديا وساهم في هروب الكثير من اللاعبين إلى الأندية الكبيرة والسبب أن اللاعب وبعد الاهتمام به ودعمه حتى مرحلة توهجه يستطيع أن ينتقل من دون موافقة ناديه إضافة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي وكل ما يتعلق بالإنترنت سبب في عزوف شباب القرى والمحافظات عن الأندية وقد سئمنا من عدم حضور اللاعبين للتدريبات ونادي سميراء حديث التأسيس وبعض شبابنا من بعض القرى المجاورة لسميراء يحتاجون لثقافة رياضية أكثر فنجد صعوبة إقناع أولياء الأمور في الموافقة على تسجيل أبنائهم بالنادي". ويضيف الشبرمي حول دمج الأندية: "من الصعب نجاح هذه الخطوة والسبب بكل بساطة وشفافية يعرفه الجميع ولا يمكن إنكاره فمن المستحيل أن يلعب لاعبون من ناديين متنافسين في ناد واحد وربما يزيد من المشكلة باللجوء من الرياضة إلى أساليب ترفيه أخرى تتسبب في ايجاد الكثير من المشاكل والفوضى في المجتمع لقضاء أوقات فراغهم بما لا يتناسب مع أمن الوطن وعاداتنا وتقاليدنا وشبابنا ثروة يجب الحفاظ عليها والاهتمام بها والأندية تحتاج إلى زيادة الدعم حتى تهتم بشباب هذا الوطن وكلما زاد الدعم كانت الجاذبية للأندية بشكل أكبر وأكثر". رجال الأعمال لا يدعمون يقول رئيس نادي قفار فهد السمران حول هذا الموضوع: "الوضع لم يتغيّر منذ عقود من الزمن ومعروف للجميع بسبب الشح المادي لجميع أندية حائل بلا استثناء نتيجة عزوف رجال الأعمال وأعيان المنطقة عن الدعم ولو نظرنا إلى نادي الطائي كمثال حاضر كان يلقب ب "صائد الكبار" وينافس أقوى أندية المملكة وها هو الآن وبصعوبة بالغة يخرج من عنق الزجاجة للهروب من شبح الهبوط إلى أندية الدرجة الثانية". ورفض السمران بشكل قاطع دمج الأندية لأسباب رئيسية أهمها أن منطقة حائل مترامية الأطراف ويتبعها أكثر من 450 قرية من بينها مجموعة محافظات مليئة بالشباب السعوديين الموهوبين بمختلف الألعاب وقال: "فكرة الدمج لا تتوافق مع مجتمعنا في وطننا الغالي بشكل عام وحائل بشكل خاص وحسب ما أعرف أن هناك طلبا لزيادة عدد الأندية بسبب تزايد عدد الشباب والهدف واحد وهو أسمى من كونه ممارسة كرة قدم والتفكير بالانتصار فقط ويجب أن لا ننظر لكرة القدم وحدها على أنها من يقيّم إنتاجية الأندية وتجاهل الإنجازات في الألعاب الاخرى والمختلفة ففي نادي قفار على سبيل المثال أبطال كان لهم الشرف في تمثيل المنتخب السعودي في ألعاب متعددة ومختلفة.