اكتظ مسرح مركز الملك فهد الثقافي في الرياض بجمهور غفير ملأ جنبات المسرح ووقف عدد أكبر عند البوابات الخارجية، في الأمسية الغنائية التي أحياها الفنان رابح صقر مساء أول أمس الأحد بمشاركة الفنان إبراهيم الحكمي والفنان الشاب عايض، وذلك ضمن برنامج حفلات العيد الغنائية التي نظمتها شركة روتانا. جمعت الحفلة بين ثلاثة أجيال مختلفة في القيمة والعطاء والموهبة، بدأها الفنان الشاب عايض الذي يتمتع بقدرات صوتية مميزة وثقة عالية في النفس، وكانت إطلالته مختلفة عن حفلته السابقة التي قدمها في مسرح الريان رغم بساطة الفرقة الموسيقية التي ظهرت معه. قدم عائض أغاني «ساقي العطش، يرضيك، قلبي كبير» إلى جانب أغنية «بعد الشدايد» التي قدمها حصرياً من كلمات الشاعر فهد المساعد، ثم غنى بعدها «نسيتني، يا قلبي، البعد ناوي، فمان الله، عاش سلمان». عايض كان يمثل جيل الفنانين الجدد النشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، والذي من خلاله كون جمهوراً عريضاً تفاعل معه ودعمه على المسرح. وقبل أن ينهي وصلته الأولى كان الإعلاميون الحاضرون للحفلة في انتظار إبراهيم الحكمي في منطقة «المكس زون» في ردهات مركز الملك فهد الثقافي، والتقط الصور معهم، قبل أن يعتلي خشبة المسرح ممثلاً للجيل السابق، ليقدم مجموعة من الأغاني المميزة مثل «الله يسامحك، لا وربي، قلبي ياللي، أنت عندي، ولا تذكرت» مختتماً بالأغنية الوطنية «يالسعودي»، وظهر الفنان ذو الإمكانيات الصوتية الهائلة، في قمة توهجه وعطائه. الفنان عايض يعبر عن جيل الشباب في ليلة موسيقية لا تنسى وبعد استراحة استغرقت نصف ساعة ظهر رابح صقر أمام جمهور غفير جاء من أجله خصيصاً، وأثبت من خلاله جماهيريته الطاغية، كما أكد على تميزه الاستثنائي في الحضور المسرحي بأسلوب المبتكر في الأداء واللحن والتوزيع الموسيقي والإيقاعي وبشكل يجعل كل من حضر الحفل يتفاعل معه بحماسة كبيرة. حضر «الصقر» ممثلاً للجيل الأقدم لكنه متميز في قدرته على التناغم والتفاعل والمواكبة لكل الأجيال، مستحوذاً بفضل هذه المرونة الإبداعية على الجماهير الغفيرة التي حضرت الحفل من مختلف الطبقات العمرية. وبدأ وصلته بأغنية «ابد يعني»، ثم قدم عدداً من الأغاني مثل «ماني مصدق، عثراتي، جيت أسلم عليك، يوم واحد، خلاص، ياللي تعرفون، كل ما زاد التأمل، مغرورة، من كبرها، هو هذا، الحب أعمى، تظلمني، سقى الله» و»منتهى الرقة» التي لا تفارقه في كل الحفلات منذ أن ظهرت للعلن قبل سنوات، ثم اختتم الحفل بالأغنية الوطنية «يا دار». رابح صقر لم يتحدث كثيراً قبل بدء وصلته الغنائية، إلا أنه خاطب الجمهور عبر أعماله الناجحة، وبلغ تميز وصلته، وقوة تأثيره على الجمهور، أن مدد وقت الحفلة استثنائياً لمدة نصف ساعة ولم تنته الحفلة إلا في الساعة الثانية صباحاً نزولاً عند رغبة الجمهور. كانت ليلة غنائية كبيرة اجتمعت فيها أجيال موسيقية مختلفة، كل فنان من الثلاثة عبّر عن مزاج جيله، وكان القاسم المشترك بينهم هو هذا التفاعل المميز من جمهور مدينة الرياض الذي أثبت قوة علاقته بالفن والغناء والجمال. إبراهيم الحكمي الفنان عايض قدم وصلة شبابية رابح والعازف محمد سرور يقدمان «تحية» خاصة للجمهور