في ظرف أقل من شهر مضى على قرار قطع العلاقات مع قطر وقبيل انتهاء المهلة الممنوحة للنظام القطري لتنفيذ المطالب ووقف دعم وتمويل النظام القطري للإرهاب والتطرف، وتهديده لأمننا وأمن الخليج وأمن المنطقة للخطر، ظهرت أولى بركات مجرد قرار المقاطعة فأعلن التلفزيون العراقي الرسمي عن انتهاء تنظيم داعش في الموصل للأبد. منذ أن بدأت إجراءات المقاطعة على قطر إلا وقد خفت التحرك الإرهابي في مصر وفي البحرين وليبيا ولا ريب إذا كان الدعم قد توقف حتى في أوروبا سَكُن الحراك الإرهابي فيها. وربما اتفق الكثير وتوقعوا مضي النظام القطري في غيّه وعدم الاستجابة لتنفيذ المطالَب والعودة للبيت الخليجي رغم بداية انهيار الاقتصاد القطري وتعريض دولة وشعبها للمصير المجهول بعناد هذا النظام وتحالفاته وتورطه في الإرهاب ورغم معرفة النظام القطري أن عناده لن يجر عليه سوى الويلات ليس ابتداء من العقوبات الجديدة التي ستدفع ثمنها قطر غالياً ولا انتهاء بكل إجراء يضمن أمن واستقرار المنطقة. القارئ لحديث وتصريحات معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير وتغريدات معالي الأستاذ سعود القحطاني المستشار في الديوان الملكي وسمو الشيخ خالد الخليفة وزير الخارجية البحريني ومعالي د. أنور قرقاش وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية، عن أن ساعة الحقيقة باتت قريبة وتصريحات عمر غباش سفير الإمارات في موسكو، لصحيفة الغارديان البريطانية، عن الإجراءات المقبلة إذا واصلت الدوحة رفضها الاستجابة لطلبات دول الخليج العربي ومصر، يدرك بشكل واضح أن الدول الأربع لديها خطة محددة لما بعد مهلة الأيام العشرة. وبحسب ما صرّح به عمر غباش السفير الإماراتي في موسكو أن قطر لا تستجيب بصورة إيجابية على مطالب التحالف الرباعي وان النتيجة النهائية ستكون عزل الدوحة ومن بين الإجراءات التي قد تتخذ بعد انتهاء المهلة طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي وعلى الصعيد الاقتصادي سيكون أمام الدول وأصحاب العلامات التجارية والشركات العالمية التي تتعامل مع قطر أن تختار بين الاستمرار في علاقاتها التجارية إما مع النظام القطري وإما مع السعودية والإماراتوالبحرين ومصر. هذا غيض من فيض من ويلات سيجرها النظام القطري على نفسه وعلى شعبه من جرّاء معاندته وإصراره على المضي في طريق انتحاره السياسي ويعده العقلاء ضربا من الجنون أن يضحي النظام القطري بهويته الخليجية والعربية ويُفقد دولته وشعبه كل مصالحها التجارية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ويشرع أبواب بلاده لتنظيمات إرهابية ومسلحة ويبسط قواعدها لجيوش دخيلة كانت تستعمر أرضه حتى وقت ليس بالبعيد من عمر دولته الصغير والصغير جداً!