أعلن سفير دولة الإمارات في موسكو، عمر غباش، في تصريحات لصحيفة الجارديان البريطانية أن الدول المقاطعة تدرس فرض عقوبات جديدة على قطر، مشيرا إلى أن عليها الاختيار بين مجلس التعاون الخليجي وإيران. ولدى سؤاله عن احتمال اندفاع الدوحة إلى طهران، قال غباش: «للأسف كانت قطر بين ذراعي إيران ودعمت جماعات التطرف لفترة طويلة». وفيما لم يتبق سوى 5 أيام من المهلة التي حددتها الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية مع قطر حيث وضعت أمامها 13 مطلبا لتلبيتها، ولم تبد قطر حتى الآن دلائل تشير لأي تجاوب يتيح حلا للأزمة، ولأجل عودة الدوحة لحضنها الخليجي وممارسة دورها كدولة محترمة لا شأن لها بالإرهاب ودعم الكيانات الطائفية والتماهي مع السياسات الإيرانية المقوضة لأمن المنطقة. عزلة نهائية السفير الإماراتي في موسكو وفي حديثه لصحيفة الجارديان البريطانية، أكد أن قطر لا تستجيب بشكل إيجابي مع المطالب التي قدمتها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مشددا على أنها ستواجه عزلة لا نهائية في حال رفضها للمطالب. وذكر أن طرد الدوحة من مجلس التعاون الخليجي ليس الخيار الوحيد المطروح، مضيفا: «سيتم تخيير الشركاء التجاريين بين التعامل معنا أو مع قطر». كما لفت إلى أن الدول التي طالبت بنظام مراقبة غربي على الدوحة ستقبل بأن يطبق هذا النظام عليها لضمان عدم قيام أي منها بتمويل الإرهاب. ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، فقد جاء التحذير، الذي يشكل أحدث تصعيد في الأزمة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع، على لسان سفير الإمارات العربية المتحدة في موسكو عمر غباش، وقال غباش للصحيفة في لندن: إن طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي -وهو أمر تتم إثارته كثيرا كعقوبة محتملة- ليس «العقوبة الوحيدة المتاحة». شروط على الشركاء وأشارالسفير الإماراتي إلى أن من بين الاحتمالات «سيكون فرض شروط على شركائنا التجاريين وإخبارهم بأنك إذا كنت تريد العمل معنا فإن عليك اتخاذ خيار تجاري». وأضاف: «إذا لم تكن قطر مستعدة لقبول المطالب التي حددتها الدول المقاطعة لها، فإن هذه الحالة تعنى أن نقول: إلى اللقاء يا قطر، لم نعد نحتاج إلى أن تكونوا في خيمتنا». وشدد على أن بلاده تسعى مع حلفائها لبدء فصل جديد في الشرق الأوسط. وقال: نعم نحن لنا مطالب من قطر، ولكن من المهم جدا إدراك أننا نفرض نفس المعايير على أنفسنا. لذلك، فإننا إذا ما طالبنا بمراقبة المعاملات المالية لقطر وتمويلها للإرهاب، فإننا سنكون منفتحين على نفس الفكرة. وحذر: يمكننا التصعيد بمزيد من المعلومات، لأننا لا نعتزم التصعيد عسكريا. فهذه ليست الطريقة التي ننظر بها للأمور. لا تفاوض وكان وزير الخارجية عادل الجبير شدد أمس الأول على أن الدول العربية التي اتخذت قرارا بمقاطعة الدوحة لا تنوي التفاوض معها بشأن قائمة من 13 مطلبا لإنهاء المقاطعة. وأشار الجبير إلى أن قائمة المطالب ليست قابلة للتفاوض، لافتا في مقابلة مع وسائل إعلام أمريكية بواشنطن إلى أن الكرة باتت في ملعب الدوحة التي عليها أن تتوقف عن دعم التطرف والإرهاب في المنطقة. وكانت الدول المقاطعة لقطر، وهي المملكة والإمارات ومصر والبحرين قد قدمت عبر الوسيط الكويتي قائمة بمطالب عدة، من بينها وقف عمليات التحريض الإعلامي وتسليم مطلوبين وقطع علاقات الدوحة بتنظيمات إرهابية. تجميد عضوية أكد دبلوماسيون ومسؤولون خليجيون أن تصريحات الجبير في واشنطن حول استبعاد التفاوض على مطالب المملكة ومصر والإمارات والبحرين مع قطر، لا تخرج مطلقا عن النقاط الواردة في اتفاق الرياض للعام 2014. أما الموقف الأمريكي الثابت حتى الآن هو ما أعلنه الرئيس دونالد ترامب في سلسلة تغريدات سابقة له على موقع تويتر أكد فيها أن قطر لها تاريخ طويل في دعم التطرف. في وقت كشفت مصادر إعلامية عن أن الكويت ستمنع دخول قائمة الإرهابيين ال58 إلى أراضيها. وتوقع مراقبون أن تتخذ المملكة والإمارات والبحرين ومصر تدابير إضافية تزيد من عزلة قطر، في حال انقضاء مهلة ال10 أيام من دون تلبية المطالب ال13، في حين استبعد مسؤولان إماراتيان خيار التصعيد العسكري. وعلى الرغم من أن الدوحة استنجدت بتركيا وإيران لتوفير المنتجات الاستهلاكية، فإن التقارير الواردة من هناك تؤكد أن قطر لن تصمد أكثر من خمسة أو ستة أسابيع على العزل الذي يكاد يشل اقتصادها. ولم يستبعد متابعون للشأن الخليجي أن يُصار في الإجراءات المحتملة إلى تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، وعدد من المنظمات الإقليمية العربية والإسلامية. دعم الإرهاب أمام مجلس الأمن اتهمت مصر قطر ودولة أخرى في المنطقة بدعم الجماعات الإرهابية في ليبيا خلال اجتماع عقد الليلة قبل الماضية بمقر الأممالمتحدة في نيويورك حول تحديات مكافحة الإرهاب في ليبيا. وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان صدر امس الأربعاء أن السفير طارق القوني مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية أشار خلال الاجتماع، الذي انعقد بمبادرة مصرية، إلى الدعم الذي تحصل عليه الجماعات والتنظيمات الإرهابية في ليبيا من قطر تحديدا ودولة أخرى في المنطقة. وجاء في البيان أن القوني استعرض أوجه الدعم الذي قدمته قطر للإرهاب في ليبيا. ولم يذكر اسم الدولة الأخرى. وقال بيان الخارجية المصرية: إن وفد مصر رد على مداخلة مندوب قطر الحمادي بتعميم قائمة على المشاركين في الاجتماع تعكس الانتهاكات القطرية المختلفة في ليبيا وفقا لما ورد رسميا في تقارير فرق خبراء الأممالمتحدة. وقطعت أربع دولة عربية هي مصر والسعودية والإمارات والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع قطر هذا الشهر متهمة إياها بتمويل الإرهاب وزعزعة الاستقرار الإقليمي والتقرب من إيران. وتقول مصر إنها تعرضت لهجمات شنها إرهابيون انطلاقا من ليبيا. وأمس الأول الثلاثاء، قال الجيش المصري إن قواته الجوية دمرت 12 سيارة دفع رباعي محملة بالأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة عند محاولتها اختراق الحدود المصرية مع ليبيا. وتشغل مصر حاليا مقعدا غير دائم بمجلس الأمن الدولي.