واصلت القوات العراقية، أمس استكمال تطهيرها لمواقع ومستشفيات في البلدة القديمة في الساحل الايمن لمدينة الموصل، من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي المنهار امام تقدمها. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان له تلقت "الرياض" نسخة منه إن "وحدات من الشرطة الاتحادية فرضت سيطرتها الكاملة على كنيسة الساعة وجامع عمر الاسود وجامع الكرار وجنوب السرجخانة وكراج السرجخانة بعد تكبيد العدو خسائر في الارواح والمعدات". واشار القائد العسكري إلى ان "قطعات الرد السريع تواصل تطهير المستشفى الجمهوري ومستشفى البتول ومبنى القاصرين ودار الايتام ومبنى الطوارئ ومبنى طب الاسنان ودار الاطباء في حي الشفاء من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي". وفي المقابل، قالت وزارة الهجرة والمهجرين في العراق، نزوح أكثر من 900 الف من محافظة نينوى منذ انطلاق عمليات قادمون يا نينوى في 17 اكتوبر من العام الماضي ولغاية الآن. وهاجمت القوات الحكومية العراقية المعقل المتبقي لتنظيم "داعش" في المدينة القديمة بالموصل الجمعة. وفر عشرات المدنيين في اتجاه القوات العراقية ومعظمهم من النساء والأطفال وأصابت نيران المتشددين بعضهم بينما عانوا من العطش والتعب. وقال قادة جهاز مكافحة الإرهاب بالمدينة إن المعارك القادمة ستكون صعبة لأن معظم المتشددين أجانب ويتوقع أن يحاربوا حتى الموت. وهم يختبئون بين المدنيين ويستخدمونهم كدروع بشرية. وقال اللواء معن السعدي من جهاز مكافحة الإرهاب إن السيطرة على معقل المتشددين المطل على نهر دجلة ويدافع عنه نحو 200 مقاتل سيستغرق ما بين أربعة وخمسة أيام من القتال. وأضاف أن الزحف مستمر حتى منطقة الميدان وقال "السيطرة عليها معناها يوصلنا إلى نهر دجلة وبذلك يكون قد قسمنا المدينة القديمة لقسمين، الجزء الجنوبي والجزء الشمالي وأحكمنا السيطرة على نهر دجلة". وقال بعض من استطاعوا الهرب إن الموقع الذي يسيطر عليه المتشددون عرضه عدة مئات من الأمتار وإن عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون هناك في ظروف سيئة فلا يتوفر لهم إلا القليل من الطعام والماء والدواء ولا يمكنهم الحصول على الخدمات الصحية.