كل الطرق ومئات الكيلو مترات لم تكف لأصل إليك. لم يشأ الله أن أراك على سرير المرض. وشاء الله أن تبقى صورة وجهك البهي في ذاكرتي منذ آخر لقاء. حين احتضنت جسدك الطاهر وقلبك النقي وروحك البيضاء. لن أنسى تعابير وجهك وتجاعيد السنين التي حفرت في قلبي مكاناً واسعاً ًلكِ منذ أول لقاء بك. ودهشتي بعظمة سيدة من سيدات القرية ذات صوت شجي وضحكة مجلجلة. وقصص آثرية من الماضي الجميل. وكيف أسرتني طفلة بشخصيتك القوية وروحك المتفردة. أحببت قربك وصوتك وحكاياك وكنت لي القدوة .. كم أحببت حين ألتقي بك وأمد يدي لقناعك لأمرر أصابعي بين خصلات شعرك البيضاء الحمراء. كم أحببت صوتك الذي يتسلل إلى شغاف قلبي. كم أبكتني دعواتك لي .. ودموعك المتساقطة لأجلي. كم أحببت كل شيء فيك .. أوجعني رحيلك وأنا التي أتيت لأراك ولم أحتضنك لأداوي أوجاع قلبي .. سأفتقد صوتك.. سأفتقد عينيك ووجهك وقلبك الذي آوى روحي التائهة. رحلتي في العيد وقلبي أخبرني قبل أن يخبرني كل من حولك أن صباح الغد صباح ترحلين فيه .. وأن الجنة موعدنا بحول الله لأحتضنك. سلامٌ على روحك.. إلى جنة الخلد يا أعظم "زرعة ". كنتِ البذرة المباركة والشجرة الطيبة أصلها الثابت وفرعها في السماء. ظللتنا جميعاً بحبك وحكمتك وروحك وقلبك النقي، وإن قلبي لمحزون وإن كلماتي تعجز عن تأبينك. ربط الله على قلبي وقلب عمتي التي تبكيك. رحلت شقيقتها "وأختي الي ماعاد بناظرها ". جملة عزاء تكسر القلب وتدميه. اللهم أكرم نزلها واجعل الفردوس دارها.