لا يزال موقف صناع القرار في الهلال تجاه المشاركة في البطولة العربية للأندية المزمع إقامتها الشهر المقبل في القاهرة غريباً، إذ جاء إقرار الذهاب واللعب في البطولة محفوفاً بالمخاطرة على أكثر من صعيد، فضلاً عن كونه قراراً تطغى عليه مجاملة الاتحاد العربي لكرة القدم الذي يسعى لإنجاح بطولته من خلال تواجد الأسماء الكبيرة وتحقيق أكبر صدى إعلامي ممكن وهو ما يجعل تواجد فريق عملاق بحجم الهلال السعودي إنجازاً بحد ذاته للاتحاد العربي الذي يتطلع لتحقيق نجاحات إعلامية وجماهيرية أكثر منها فنية. لا يحتاج تقييم الأمر لشخص فني، إذ من الواضح أن ذهاب الهلال بكامل نجومه الذين تعرضوا للإرهاق طوال الموسم الماضي والذي كان ناجحاً بكل المقاييس، سيحمل تبعات سلبية على المدى البعيد خصوصاً أن "الزعيم" سيكون أمام العديد من الاستحقاقات المهمة، وأبرزها دوري أبطال آسيا وهو الذي يعتمد بشكل كبير على نجومه الدوليين الذين شاركوا في مباريات قوية وصعبة في تصفيات كأس العالم 2018 وأمامهم مباراتان قويتان بشعار المنتخب أمام المنتخب الإماراتي الشقيق والمنتخب الياباني. ربما تدفع كثافة الاستحقاقات المحلية والخارجية للفريق وكذلك المشاركات الوطنية لستة نجوم هلاليين على الأقل الإدارة الهلالية ومن قبلها المدرب الأرجنتيني رامون دياز للاستعانة بلاعبي الفريق الأولمبي وبعض الأسماء الاحتياطية، وهو أمر يحمل مخاطرة كبيرة بقيمة واسم وتاريخ الهلال، إذ لن يكون من اللائق أن يتواجد الهلال ببطولة يشارك بها عدد من الأندية العربية الكبيرة والعريقة من القارتين الآسيوية والأفريقية في ظل حضور شرفي للفريق "الملكي"، وفي الوقت ذاته لن تضيف المشاركة "الزرقاء" سواء بكامل النجوم أو حتى بالفريق الاحتياطي أو الأولمبي أي شيء للهلال وتاريخه. هذا يجعل إدارة الأمير نواف بن سعد أمام خيار وحيد وهو الأكثر ملاءمة في ظل هذا الوضع، ويتمثل بالاعتذار عن الذهاب إلى جمهورية مصر والتواجد في البطولة في وقت باكر ليتسنى للقائمين على البطولة البحث عن بديل، على الرغم من أن الغرض من هذا التجمع تسجيل حضور للأندية العربية ومحاولة جمع الشباب العربي في مكان واحد رغم ما تمر به المنطقة من أحداث، الأمر الذي شدد عليه الكثير من الخبراء الذين أشاروا إلى أن فكرة جمع الشباب العربي في ظروف غير مستقرة لن يكون ذا جدوى، فضلاً عن الضرر الذي سيلحق بالفرق فنياً ولياقياً وعناصرياً وعلى رأسها الهلال الذي سيتضرر من المشاركة في بطولة ربما تحمل طابعاً تنافسياً في مرحلة باكرة من الموسم، ما يعني أن العواقب وخيمة حتى على مستوى الأحمال اللياقية وتعرض اللاعبين للإصابات.