من خلال نظرة متسقة نزدان فخراً بأن الدولة السعودية وعبر تاريخها المجيد، ترسو دائماً على مرافئ لا حدود لها من التجلي والحكمة والحضور الأخاذ، يبرهن فيه "حُكامنا" دائماً على جدارة الحكمة وبعد الأفق وروح الأسرة الواحدة، وتعكس عمق إدراكهم لرسالة تأريخ "الأوطان" المؤمنة بأن لا حضور أو رسالة تنبعث منها ونحوها إلا برسالة أصيلة تتغلغل في العقول قبل النفوس ونحو كل الاتجاهات والزوايا وما بينهما. لقد أكمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –يحفظه الله- عامان ونصف تقريباً، منذ توليه مقاليد الحكم، تصدّرت فيها العديد من التحديات والمخاطر والتي حولها إلى ملاحم من الإنجازات والأرقام داخلياً وخارجياً، توجها برسم قرارات وأوامر ملكية متعددة ومرسخة لأركان الدولة في جهدٍ ظهر جلياً للعالم بأسره وبمعادلة لاحدود لها من تخليد "الأوطان" والسمو بها. ولأن مملكتنا الحبيبة منجم رجال نحو عطاءات الأوطان وتلك حكمة اعتاد عليها الشعب السعودي عبر قياداته الحكيمة وتاريخهم المجيد، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -يحفظه الله- شخصية قيادية من الطراز الرفيع في اتخاذ القرارات وصنع الإستراتيجيات؛ فأبت حكمته إلا أن تكون حاضرةً وشاهداً على سداد الرأي وبعد النظر سريعاً، بتعيين الشاب القيادي الحصيف ذي الإدراك الواسع حكمة وتجديداً الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، لتتسق مع خبراته ورؤاه التطويرية الإدارية والاقتصادية والسياسية الواسعة، والتي كوّنها في عقود لتتناغم هذه الخبرة المتراكمة لتشكل رصيداً ثرياً له في موقعه الجديد تضاف إلى رصيده الثري مما اكتسبه من مدرسة الملك "سلمان"؛ لنلهج له بالدعاء الصادق من القلب أن يوفقه الله تعالى لينهض بالمسؤولية الملقاة عليه نحو مليكه ووطنه وأمته وأن يسدد خطاه لعقود من العطاء لكل لبنة من لبنات تطوير وبناء الوطن. وللمتابع يجد أن قرارات الملك السابع للدولة السعودية، خادم الحرمين الشريفين والتي بلغت 17 قراراً فجر أمس الأربعاء، بعثت اطمئناناً للمواطنين والعالم أجمع، ورسالة قوية بأن السعودية ستحافظ على مكتسباتها بإستراتيجية واضحة شفافة لتحقق مستقبلاً أكثر إشراقاً، وحضوراً دولياً متألقاً، وتنمية شاملة مستدامة في ظل ظروف استثنائية وتحولات سريعة، في كل مجالات التطوير وعصور النمو المؤسسي والتي تحتاج دماءً شابة مؤهلة ابتكارية قادرة على مواكبتها في منعطف مهم في تاريخ المملكة. وفي نفس المنعطف، نجد أن قرارات خادم الحرمين الشريفين –يحفظه الله- كانت "تأسيساً" نحو دولة سعودية "فتيّة" رابعة، بيانها الدماء الشابة المؤهلة ورسالتها الإخلاص والجد والشفافية والإبداع في مسيرة الوطن، وصولاً إلى أعلى مراحل الإصلاح الراسخة للكيان "الأخضر" العظيم ليبقى شامخاً ومتطوراً كما ورثناه، ومعزّزاً لتحقيق مكتسباته البشرية والسياسية والأمنية والاقتصادية والتعليمية وتطويرها برؤى وثبات. دمت خادم الحرمين الشريفين قائداً أشماً، ودمت ياوطني في حرز وعزٍ من الله.