* ما الأبحاث الداعمة للعلاج المكثف بالإنسولين وما طبيعة دراسة DCCT والتي تربط مدى تحكم السكر بحدوث مضاعفات مرض السكري؟ * لقد أُجريت الكثير من الدراسات البحثية في مجال العلاج باستخدام الحقن اليومية المتعددة ومضخة الأنسولين أيضاً، وقد أثبتت الكثير منها أن هناك مزايا مؤكدة فيما يتعلق برعاية داء السكري، ومن بعض هذه الدراسات التي ساعدتنا على فهم كيفية التعامل مع داء السكري على نحو أفضل هي دراسة DCCT. وللحديث عن هذه الدراسة يمكننا القول: إنه بعض المصابين بداء السكري من النوع الأول كانوا يتلقون حقنة أنسولين واحدة (أو ربما اثنين أو نادرًا، ثلاثة يوميًا). وحينذاك، كان يستخدم الأنسولين قصير المفعول ومتوسط المفعول أو طويل المفعول. وكما هو معروف، فإن خيارات الأنسولين الأخرى غير متاحة اليوم، ولم تكن جرعات الأنسولين تُعدَّل من يوم لآخر كما هو الواقع اليوم، والذي كان يعني أن الأشخاص كان عليهم اتباع خطة طعام وحمية نشاط بدني صارمة، وهذا كان يعني أنه ليس بإمكانك تفويت الإفطار أو تأخير وقت تناول الغداء، وإذا كنت معتادًا على تناول وجبة خفيفة بعد الظهيرة، فعليك تناول واحدة حتى وإن لم تكن جائعًا وبالرغم من أنك قد تكون تلقيت حقنًا أقل، فإن المقابل المتمثل في الالتزام بنظامٍ غذائي ثابت ونمط نشاط ثابت لا يستحق المعاناة والأهم من ذلك، فإن هذا النظام يؤدي إلى تحكم غير كافٍ في داء السكري. وقد أُجريت تجربة التحكم بداء السكري ومضاعفاته (المعروفة باسم DCCT) منذ تسع سنوات، وعند نشر النتائج عام 1993، تغير مفهوم كيفية التعامل مع داء السكري إلى الأبد، فقد أثبت الباحثون أن التحكم الأكثر صرامة في سكر الدم باستخدام الحقن اليومية المتعددة (ثلاث حقن أو أكثر يوميًا) أو العلاج بمضخة الأنسولين أفضل من العلاج التقليدي بهدف خفض نسبة A1C والحد من مخاطر التعرض لمضاعفات داء السكري. وأظهرت تجربة التحكم بداء السكري ومضاعفاته DCCT بصورةٍ قاطعة أن التحكم في سكر الدم يمثل أهمية، بالرغم من أن أصغر المشاركين في DCCT بلغوا من العمر ثلاثة عشر عامًا عند الانضمام إلى التجربة، فإن النتائج العامة لDCCT قد عُممت على جميع المصابين بمرضى السكري من النوع الأول: وقد تمثلت في التالي: إن التحكم الفعال في سكر الدم هو الطريقة الأكثر فعالية للحد من المضاعفات طويلة المدى لداء السكري. وقد شارك في الدراسة أكثر من 1400 شخص يعانون من داء السكري من النوع الأول، وتم تقسيم العدد إلى مجموعتين: واحدة للإدارة المكثفة والأخرى للعلاج التقليدي (الطريقة التي كان يُدار بها داء السكري مسبقًا). استخدمت المجموعة المكثفة الحقن اليومي المتعدد (ثلاث حقن أو أكثر يوميًا) أو مضخة الأنسولين، وتلقت هذه المجموعة كذلك دعمًا كبيرًا من فرق الدراسة، وفي نهاية التجربة، كان متوسط مستوى A1C لدى الأشخاص الذين يستخدمون الحقن اليومي المتعدد 7.4%. أما بالنسبة للأشخاص الذين تلقوا العلاج التقليدي فقد تم إعطاؤهم حقنة أو حقنتين يوميًا، ولم يحدد لهم فريق الدراسة نطاقاً مستهدفاً لسكر الدم ولم يتلقوا دعمًا من فرق الدراسة، وكانت مستويات A1C لديهم 9.1%، وبعد تسع سنوات، كانت نسبة تعرض الأشخاص المشاركين في المجموعة المكثفة إلى مشكلات حادة في العين والكبد والأعصاب أقل مقارنة بالأشخاص المشاركين في المجموعة التقليدية، وقد كان هذا اكتشافًا مذهلًا، إلا أن الدرس الآخر المُستفاد من تجربة DCCT تمثل في التالي: أن مستويات A1C المنخفضة تزيد من خطر نقص السكر في الدم. بعد انتهاء تجربة DCCT عام (1993م)، بدأت دراسة متابعة، وهي مستمرة حتى يومنا هذا. وتحمل الدراسة عنوان وبائية التدخلات العلاجية لداء السكري ومضاعفاته (EDIC)، وقد شارك في الدراسة جميع المشاركين في تجربة DCCT تقريبًا (إلا أنهم عادوا إلى فرق الرعاية الصحية السابقة الخاصة بهم وليست فرق الدراسة). وبحلول عام (2009م)، كانت نسب إصابة الأشخاص المشاركين في المجموعة المكثفة بأمراض العين أو الكلى أو الأمراض القلبية الوعائية أقل مقارنة بهؤلاء المشاركين في المجموعة التقليدية، وبالرغم من أن الأشخاص المشاركين في المجموعة المكثفة قد شهدوا زيادة في متوسط مستويات A1C خلال تلك الفترة، كانت لا تزال هناك أدلة مقنعة بأن الإدارة المكثفة ومستويات A1C المحسنة توفر مزايا صحية بارزة، حتى وإن كان العلاج قد تم توفيره قبل ذلك بسنوات. والجميل بالذكر أنه بعد ثلاثين عامًا من داء السكري، أصيب أقل من 1% من المشاركين في المجموعة المكثفة بالعمى، أو احتاجوا لاستبدال الكلى أو تعرضوا لبتر أحد الأطراف بسبب داء السكري. لقد عنيت الكثير من الدراسات بتقييم العلاج باستخدام مضخة الأنسولين، وبالرغم من أن أي من تلك الدراسات لم تمتلك الدقة العلمية لتجربة DCCT، إلا إنها قد أثبتت بوجه عام أن العلاج بمضخة الأنسولين يقلل من مستويات A1C، وحاليًا اتضح أيضًا أنها تحد من مستويات نقص السكر في الدم. وقد أُجريت هذه الدراسات على أشخاص من فئات عمرية مختلفة، ولحالات مختلفة (مثل الحمل أو النقص الحاد في سكر الدم)، وفي عدة أماكن في جميع أنحاء العالم. وقد أجريت إحدى عشرة دراسة قارنت بين مضخة الأنسولين ونظام الحقن اليومي المتعدد، وفي جميعها، كان مستوى A1C أقل بحوالي 0.5% لدى الأشخاص الذي يستخدمون مضخات الأنسولين. وبغض النظر عمن يستخدم مضخة الأنسولين، فقد أثبتت الدراسات فائدة إيجابية كبيرة في استخدام العلاج بمضخات الأنسولين.