يستقبل الطلاب المبتعثون في الخارج شهر رمضان بكثير من مشاعر الشوق والحنين للوطن ولروحانية الشهر و"لمّة" الأسرة على مائدة الافطار كل يوم، ومع شعور الغربة يسعى الكثير من الطلاب للتعايش مع هذا الشهر وتعويض ماافتقدوه من أجواء رمضانية عن طريق التشارك في إعداد وجبة الإفطار الجماعي والتجمع لأداء صلاة التراويح والمشاركة في العديد من الأنشطة الخاصة بهذا الشهر لإضفاء جواً من الروحانية على بعضهم خلال هذا الشهر الذي يقضونه بعيداً عن الوطن والأهل والأحباب. (18) ساعة صوم يقول محمد الحارثي -مبتعث بكوريا الجنوبية-: نستقبل هذا الشهر الفضيل بفرحة كبيرة ونجهز له من ناحية التعاون فيما بيننا من ناحية توزيع مهام تجهيز الفطور والذي يحتاج منا إعداد الأكلات في البيت مثل السمبوسة والقطايف وغيرها من الأكلات التي يسهل إيجاد مقاديرها هنا في كوريا، طبعاً طبخنا وإعدادنا ليس مثل إعداد البيت، ولكن ولله الحمد يكون جيداً بتجمع الزملاء وتكاتفهم، وفي هذة الأيام نواجه صعوبة من ناحية أن هذة الأيام أيام امتحانات، ولكن بفضل الله نقسم وقتنا خلال قرب الإفطار، وبعد الإفطار نصلي جماعة، ونرتاح لبعض الوقت، ونذهب للمذاكرة استعداداً للامتحانات، وفي كوريا نصوم (18) ساعة تبدأ من الساعة الثالثة والثلث صباحاً حتى الساعة السابعة وسبع وأربعين دقيقة. طبق من كل طالب من ناحيته يقول الطالب إبراهيم الأهدل -مبتعث بجامعة ألقوما بكندا-: شهر رمضان خارج أي بلد مسلم يكون صعباً علينا كطلاب مبتعثين، ونحاول قدر الإمكان أن نعمل لأنفسنا أجواءً رمضانية، فكل واحد من زملائي يعمل طبقاً أو صحناً ونتجمع في بيت واحد ونفطر جميعاً، بعد صيام 17 ساعة ونصف، والمدة التي بعد الفطور قصيرة جداً، فمنا من يذهب ليصلي التراويح، والبعض يلتفت لدروسه، أو يكون بالصالات الرياضية، ويوجد ناد سعودي يعمل كل يوم جمعة فطوراً في المسجد. إعداد الإفطار أما أروى الغابري -مبتعثة بكلية سانتا مونيكا بلوس أنجلوس- فتقول عن رمضان خارج المملكة: نحاول أن نتكيف مع الوضع في هذا الشهر الفضيل الذي اشتقنا فيه إلى التواصل الاجتماعي في المملكة وطقوسه الجميلة بين الأهل والأقارب والجيران والحارة، وبرنامجنا في رمضان يبدأ بعد رجوعنا من الجامعة نتجمع في بيت إحدى الصديقات، ثم نقوم بتجهيز الإفطار، ونتواصل مع الأهل في الأكلات الصعبة، ونقوم بعمل الوجبات المعتادة في رمضان كالسمبوسة والقطايف وغيرها، ونحاول أن نعيش نفس أجواء الجمعات الرمضانية في المملكة مع الأهل والأصدقاء، وبعد الإفطار نشاهد بعض المسلسلات ثم نذهب لصلاة التراويح في مسجد الملك فهد، ونقوم بإرسال وجبات إفطار أحياناً حسب الظروف لأصدقاء أخي، ومن المؤكد أن هناك فرقاً في شعورنا برمضان؛ فرمضان مع الأهل ليس له مثيل، ورمضان في الخارج يفقد رونقه حيث إنه لا يوجد علامات الشهر التي نفتقدها على المجتمع وأصوات الآذان والتراويح، ومع ذلك فإن عدد الساعات الطويلة ثماني عشرة ساعة فرصة لزيادة الأجر، وأدعو الله أن يعيننا على صيامه وقيامه. أجواء أسرية من جانبه يقول عطالله العمري -مبتعث هندسة إدارية بجامعة كاليفورنيا ستيت-: غالباً فإن فترة رمضان تكون فترة نقاهة بعد ضغط الاختبارات والتخرج ولله الحمد، والبرامج تتم بشكل مبسط، فلدينا دورية 3 أيام في الأسبوع نجهز خلالها الإفطار لجميع الطلاب، وتكون أحياناً في حدائق مفتوحة وأحياناً تكون في بيوت، ومن ضمنها كل طالب يشارك بطبق، فمنها نحاول نعيش الجو الرمضاني الأسري، ومنها نقف مع بعضنا البعض في الغربة، ويتخلل هذه التجمعات دوري البلوت، ودوري البلايستيشن، ودوري كرة قدم الرمضاني مع مشاركة إخواننا الخليجيين، وهناك بعض الأنشطة للنساء والأطفال. وعن دور نادي الطلبة السعوديين يضيف العمري: أغلب فعاليات نادي الطلبة تكون في عيد الفطر وعيد الأضحى واليوم الوطني لأنها هي المناسبات الوحيدة التي تقدم فيها الملحقية دعماً مادياً لتنظيم وإقامة الفعاليات لهذة المناسبات، كما أن نادي الطلبة يقوم بدور كبير ومشرِّف لخدمة الطلاب الجدد، أما باقي الفعاليات فهي تكون اجتهادات شخصية بيننا نحن الطلاب. يتشارك الطلاب سوياً في إعداد الوجبات الرمضانية فطور الغربة محاولة لتعويض افتقاد المبتعثين لأكل الأم الأنشطة الرياضية في رمضان تطوي ساعات الغربة في بلد الابتعاث يحرص المبتعثون على التجمع لأداء صلاة التراويح في رمضان