مضى حين قلت له أعطني صيغةً غير هذه مطراً من نداءِ القبائلِ موجاً تصدَّى لزحف الرمال وأبْدَله رغوةً في عيون النوارس ثم دعاني لكي أستحم بملح القصيدة مضى.. موجعاً كالليالي السعيدة بينما كنت أسمعُ عن (مدنٍ مزَّق الطلق أحشاءها) قلت من يهَبُ النخلَ.. لونَ المدينة.. أو هسهسات الرمالْ مال ثم استطالْ قال لي يا صديقي.. تعالْ لقيتك في أرذل العمر تشعلُ سيجارةً للغناء الحميمِ وترفع قبعةً للنهار الذي لا يخاف النساء ضحكتُ.. وقلتُ له كيف لم نلتق قبل أن يورقَ الطلحُ.. هيا اذهبا جادلا.. إننا ها هنا قاعدون تهدَّلت الآن أثداء تلك الليالي ومات بأضوائها الحالمون ومن.. قد أكون..؟ كيف لم نلتق قبل أن يسعل التبغُ أنفاسنا بينما الموت أغنية رثة في شفاه الرعاة كيف لم نلتق في ادعاء الرواة..؟ ومن قد أكون؟ تيتَّمت بعدك ضيَّعتُ مفتاح جدي فأوصد من دوني الباب حارس ليل خؤون..؟ تبسَّمتُ حين انكفأت على شهقتي.. حيثُ عانقني مازحاً فأدخلتُ رقم هواتفه في حقيبة وجهي أخذتُ أحدثه ساعة كلما زارني الشهرُ فوق رصيف بمقهى الحفاة الرعاة الذين بنوا واستطالوا البناء.. كان يمسِّح نظارتي كلما داهمتها الرطوبةُ كان يحدثني عن مساءات (اقرأ) وفجر الحداثة كان يمدُّ يديه تجاه الفضاء فقلت له يا صديقي اعطني صيغة غير هذه القا من غبار الكواكب صمتا مضى في الممر الأخير.. أما زلت تكتبُ ليلى..؟ قال لي زرتها آخر الشعر لكن شرطي المرور استعار يدي ثم وارى بها سوأة الليل واقتادني للقاء الصباح! قلتُ فلتعطني صيغة غير هذه قال لي يتبقَّى بسطح السماء سحابٌ تشرَّد من طلعات الرياح وقفتُ - .. فغامت عيوني - تمنيت لو يمسح الآن نظارتي مثلما كان يفعل حين تداهمنا همهمات الرطوبة لكنه مات.. حتى استراح