مخطئ من يختصر الخلاف القطري العربي في حديث الشيخ تميم بن حمد الذي أذاعته وكالة الأنباء القطرية الرسمية ثم تراجعت عنه، أو حتى في التقارب الواضح بين الدوحة وطهران والتصرفات الهوجاء التي تصدر من الشقيقة الصغرى التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء، الأمر فيما يبدو أعمق وأكبر من ذلك بكثير.. وكما يقول المثل العربي "الشق أوسع من الرقعة" فالسعودية والإمارات ومصر والبحرين لا يمكن أن تتخذ خطوة بهذه القوة من قطع العلاقات الرسمية والدبلوماسية وغلق المنافذ البحرية والبحرية والجوية.. إلا إذا كانت هناك معلومات مخابراتية موثقة تدين النظام القطري.. وتكشف عن جرائم كبرى لا يمكن أن تغتفر. لا يمكن أن تتحرك دول بحجم السعودية ومصر والإمارات بهذه السرعة بسبب الأسباب الواهية التي تحاول قطر تصدريها وجعلها سبباً للخلاف.. إلا إذا كان الأمر يتعلق ب"الأمن القومي" كما ذكرت البيانات الصادرة عن تلك الدول، من المؤكد أن هناك دلائل وقرائن على ضلوع قطر في زرع الفتنة ونشر الإرهاب والقلاقل في الدول الثلاث.. ودفع الأموال بسخاء من أجل تصدير المشاكل لجيرانها. صبر طويل امتد لقرنين من الزمن من قبل القيادة السعودية الحكيمة، وتاريخ طويل من المؤامرات والفتن والمشاكل التي لا يمكن رأب صدعها بلقاء صلح عابر، فهذا النظام الذي عمل سنوات طويلة على عداء من مدوا له يد العون.. لابد أن يشعر هذه المرة بجرم ما فعل، ومن المهم أن يدفع الثمن غالياً.. ورغم أننا دولة التسامح والإنسانية واعتدنا دائماً أن نصفح عن المخطئين.. إلا أننا هذه المرة نقولها وبصوت مرتفع: لن نصالح! نعم.. من حقنا أن نتساءل: كيف لبلد صغير يعيش على المؤامرات والخداع، يتنفس غدر وخيانة، يجيش أمواله كلها لنشر الفتنة والقلاقل في المنطقة.. أن يبقى آمناً وبعيداً عن الإرهاب الأسود بهذا الشكل المريب؟ كيف لهم أن يرعوا ويدعموا الإرهاب ويحصنوا أنفسهم ضده.. باتوا حليفاً للشيطان الأكبر ايران، وممولاً فاعلاً للتنظيمات الإرهابية في العالم بداية من داعش المنتشر في أغلب دول العالم، مروراً بحزب الله في لبنان، وحركة حماس في فلسطين والإخوان المسلمين في مصر وبقية دول العالم، وصولاً إلى جبهة النصرة في العراق والمليشيات المسلحة في ليبيا. يمهد القطريون للصلح وقد يقدمون تنازلات.. ونحن نقول لهم بحزم وحسم: لا يمكن أن نلدغ من نفس الجحر مرتين؟ لقد تعاهدتم أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز "يرحمه الله" عام 2014م أن تنتهوا عن أفعالكم الصبيانية لكنكم لم ترتدعوا ولم ينته الأمر.. وزادت أفعالكم الشيطانية في كل صوب وحدب، إنها قضية أمن وطني.. ونحن لا نسامح أو نصالح في أمن الوطن.