ماذا فعلت السلطات في الدوحة بأهل قطر، أهلنا وإخواننا، تسببت في عزلهم عن محيطهم؟ فهي المسؤولة وحدها إلى ما آلت إليه الأمور. ومن الملاحظ أن البيان الرسمي السعودي فرق بين أهلنا؛ أهل قطر، وبين الذين هم وراء القطيعة، ممن تمت تسميتهم "بالسلطات في الدوحة". فالمشهد الخليجي الواقع بيّن تلاحم دول الخليج والسعودية ومصر وشذوذ قطر، وبعث بالتساؤلات عن مآرب السلطات في الدوحة وسبب توجهها للخلاف في البيت الخليجي والعربي، فالتحالف مع إيران ودعم المعارضة السعودية في لندن وإحتضان قناة الجزيرة والصمت عن الواقع المخزي للقناة وتوجهها العدائي ضد السعودية ومصر والإمارات، ودعمها للثورات والمنظمات الارهابية، وإجراء اللقاءات مع سعد الفقيه ومحمد المسعري وأيمن الظواهري وأسامة بن لادن -سابقاً-، وتسمية تنظيم داعش الإرهابي بمسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام؛ أمر لا يمكن لحكومة عاقلة السكوت عليه إلا برضى منها به، وهذا ما يدعوا للتسائل: لماذا ياقطر ؟!. قطر منذ إنقلاب 1995م لم تراع واجبات حسن الجوار مع البحرين، ولم تحفظ لأخوانها في السعودية حرصهم على أمنها وإستقرارها حين أراد بها تنظيم القاعدة سوءً. فدعمت السلطات في الدوحة المعارضة السعودية وصفت في صف الحوثيين وأحتضنت حزب الإصلاح وقادة الإخوان، ودعمت وأحتوت خلاياء عزمي بشارة، وتطاولت على مصر وهددت أمنها بالتحريض الصريح، ودعمت الثورات في العالم العربي، وتسببت في المصائب التي نراها في ليبيا كل يوم على شاشات التلفزيون، وقدمت الدعم المادي للقاعدة وجفش والعلاقة القطرية المباشرة والغير مباشرة بأحداث الحادي عشر من سبتمبر. وفوق هذا التآمر الصريح على إسقاط الدولة السعودية مع مجنون ليبيا حين ذاك، الذي أذاع الشريط، وفيه وزير خارجية قطر حمد بن جاسم يؤكد على المؤامرة بلا حياء. مروراً بأحداث 2011م و 2013م، حتى سحب السفراء ثم المصالحة المشروطة "التي لم تفي قطر بشروطها" في 2014م، لم تكن مراحل عادية أو هامشية، بل وصمة عار في جبين حكومة الدوحة. ثم يعودو الحال كما كان عليه مع قطر لذات الأسباب في 2014م التي أدت الى سحب السفراء، إضافة لتصريحات تميم الأخيرة التي تطاول فيها على السعودية، ودعم إيران وشغب أتباعها في القطيف داخل السعودية. سحب السفراء من دول البحرين والسعودية ومصر والإمارات واليمن والمالديف وغيرهم، وإغلاق المنافذ الجوية والبحرية والبرية، وقطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية، لم يكن وليد اللحظة ولا بسبب موقف عابر، بل هو لتراكمات عدة تجاوزة عشرين سنة، وكانت أمور مطروحة في 2014م لكن دول مجلس التعاون تخلت عنه أملاً في أن تعود قطر لرشدها. الدول الخليجية والسعودية أرادت على مدى عشرين سنة التعامل مع قطر كشقيقة عزيزة و وفق مبدأ إحترام الجوار، لكن هذا لم يفد حتى بعد أحداث 2014م، وهذا ما يدعوا اليوم لزاماً لفرض عقوبات دولية على قطر بسبب التدخلات السياسية واختراق سيادة الدول، وأن لا تكون عودة العلاقات إلا بعد فرض العقوبات وتقديم التعهدات والضمانات بعدم التدخل في سيادات الدول والعودة لدعم المنظمات والجماعات الإرهابية في دول الخليج العالم العربي. لا شك أن هناك من أستعبدتهم قطر بمالها وأذلهم عزمي بشارة لمركزه القطري الحالي، فجعلهم يكتبون ما يشاء متى شاء كيف شاء، مما جعلنا نقرأ ونسمع التطاول على الإمارات ومصر، والتعريض بالسعودية فترة طويلة ثم التحريض المباشر ودعم شغب وارهاب العوامية، ثم الإساءة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ولم يكن هذا شقاً للصف ولا تفريق للحمة الخليجية العربية كما يزعم المأجورون الأن، الذين نفوا في أول الأمر تصريحات تميم العدائية ضد السعودية وتطاوله الذي نشر في كل الوسائل القطرية الإعلامية الرسمية، ثم مالبثوا حتى حذفوا ما كتبوا وبدلوا ما قالوا بالمناداة بحفظ اللحمة والصف الخليجي. الأن يمتاز الوطني المخلص والمأجور الرخيص في التعامل مع أحداث الوطن، فلو كانت الأحداث الحالية مع مصر أو الإمارات لرأيت الذين يعتذرون لقطر أول المهاجمين وفي الصفوف الأمامية، لكن لأن الواقع هو أنهم مستعبدون من قطر لم يستطيعوا أن يقولوا لها: أخطأتِ سيدتي.
A_2016_s@ عضو الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد في المسجد الحرام بمكة المكرمة -سابقاً-