نفد صبر كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين على دولة قطر، والتي لم تلتزم بالاتفاقيات المتضمنة التعهد بعدم دعم أو إيواء عناصر أو منظمات تهدد أمن الدول، وتجاهلها الاتصالات المتكررة التي دعتها للوفاء بما وقعت عليه في اتفاق الرياض عام 2013م، وآلية تنفيذه، والاتفاق التكميلي عام 2014م، مما عرّض الدول الأربعة للاستهداف بالتخريب والفوضى من قبل أفراد وتنظيمات إرهابية مقرها في قطر أو مدعومة من قبلها. وقال المختص في الشأن الإيراني فيصل الشمري ل"الرياض" بأن البيان المشترك، والذي اتفقت من خلاله الدول الأربع على تصنيف "59 "فرداً و"12" كياناً في قوائم الإرهاب المحظورة لديها يكشف عن تورط قطر في دعم الجماعات الإرهابية، والتي أوضحها البيان بأنها تخدم أجندات مشبوهة في مؤشر على ازدواجية السياسة القطرية التي تعلن محاربة الإرهاب من جهة، وتمويل ودعم وإيواء مختلف التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى، وأضاف بأن البيان يؤكد على محاربة الإرهاب، وأن الدول الأربعة صبرت في مد يدها لدولة قطر حرصا عليها من التهور والخروج عن الصف الخليجي والعربي في مواجهته للإرهاب، إلا أن دولة قطر أصرت على المكابرة حتى نفد صبر الدول الأربعة، وخاصة المملكة العربية السعودية التي وقفت وساندت قطر للحفاظ على أبناء الشعب القطري، وقد حذرتها المملكة مرارا من إيواء جماعة الإخوان الإرهابية والمطلوبين في قضايا إرهابية من سنوات، وأكد الشمري على أن قطع العلاقات مع قطر لم يكن أمراً مستغرباً،لأن سياسة الحلم والحوار لم تجد نفعاً مع السلطات القطرية التي مازالت تستمر بأعمالها ضد أمن المنطقة وخصوصاً ما يتعلق بالمملكة والإماراتوالبحرين ومصر وليبيا، فبعد انقلاب حمد على أبيه وتوليه سلطة قطر استخدم سياسة مزدوجة، فالظاهر يختلف كلياً عن الباطن، وهذا ما سار عليه أبنه تميم بعد توليه الحكم من والده وأخذ نهج أبيه الذي عزل بلاده تدريجياً حتى صدر قرار قطع العلاقات مؤخراً من قبل عدد من الدول، بسبب احتوائها وتمويلها للجماعات الإرهابية ومنهم قيادات الإخوان والشخصيات المعارضة لدول الخليج، وأشار إلى أن قطر وما تقوم به من دعمها للإرهاب والفتنة سواء إعلامياً عبر قناة "الجزيرة"، ومالياً عبر التنظيمات والمؤسسات القطرية المنتشرة بعدة أسماء لتمرير أهداف الدوحة ضد دول المنطقة وهذا دليل على سياسة الوجه الآخر، وقامت قناة "الجزيرة" حين تم الإعلان عن قطع العلاقات مع الدوحة بنشر تصريحات للمرشد الإيراني علي خامنئي والتي يسئ فيها للمملكة بسبب وقوفها ودعمها للشرعية في اليمن، ونقلت القناة تصريحاته نصاً في الوقت الذي تجاهلت مؤتمر المقاومة الإيرانية في باريس، وكذلك تغطية ونشر تصريحات رئيسة المقاومة الإيرانية مريم رجوي التي أشادت بدور المملكة، كما ثمنت أهمية القمة العربية الإسلامية الأمريكية والتي عقدت في الرياض لمواجهة الإرهاب الإيراني في المنطقة، وبعد الإعلان عن قطع العلاقات مع قطر فإن النظام الإيراني وعبر تصريح مسؤوليه وكذلك وسائل إعلام إيران رأوا أن قطر تعتبر مكسباً لهم، فظهرت مطالبات في الشارع الإيراني بشكل علني بسرعة احتواء قطر وتقديم كافة الخدمات لها وتلبية احتياجاتها، وهذا ما أكده رئيس اتحاد تصدير المنتجات الزراعية الإيرانية رضا نوراني الذي أكد أن بلاده مستعدة لتصدير جميع المواد الغذائية إلى قطر عبر 3 موانئ ستخصصها إيرانلقطر، فهذا الاهتمام الإيراني لم يكن وليد لحظة بل إنه عمل خطط له في غرف مغلقة بعيدا عن عدسات وسائل الإعلام، وكذلك تصريحات أحد مسؤولي الطيران الإيراني بأنهم سمحوا للطائرات القطرية بعبور الأجواء الإيرانية لأكثر من 200 رحلة يومية من وإلى قطر ما يعزز اقتصاد طهران، فهل إيران تحاول استغلال عزل قطر وإبعادها نهائياً عن دول الخليج واحتواءها لتكون أداة بيدها لتنفيذ مخططاتها القادمة، وذكر الشمري بأن قطر تاريخ مليئ بالمشاكسات والمراهقات السياسية التي أدت لعزلها فهل تتراجع عن هذه الممارسات لتعود دولة خليجية وسياستها تكون واضحة أم تختار العزلة، ولفت الشمري بأن البيان المشترك يشدد على الحزم والعزم في تعزيز الجهود كافة لمكافحة الإرهاب ودعم استقرار المنطقة لما يخدم مصالح الشعوب.