هل بمحض الصدفة أنه بعد المؤتمر الدولي العربي - الإسلامي - الأميركي. بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير؟! إذ بعد هذا اللقاء الذي شاركت فيه خمس وخمسون دولة عربية وإسلامية وغربية، مباشرة تكشفت الحجب وعرف من يؤوي الإرهابيين والمتطرفين من أمثال حماس وحزب اللَّات والإخوان المسلمين والمجوس، لقد تمخض عن المؤتمر قرارات وإجراءات محددة لمحاربة الاٍرهاب عالمياً، وتكشف أن النظام في قطر من الأنظمة التي تؤوي وتساند الاٍرهاب والارهابيين، ولكن لماذا قطر الدولة الخليجية التي حكامها وشعبها لهم انتماء أسري وقبلي بأسر وقبائل في عمق الجزيرة العربية، فكيف بهم يشذون عن السرب ويغردون بلغات ونغمات شاذة؟ ويتعاملون مع دولة تتزعم الإرهاب في أنحاء كثيرة إقليمياً ودولياً مدت وتمد أذرعة طائشة إلى الشام والعراق واليمن والبحرين وشرق السعودية وبدلاً من أن تبتر هذه الأذرع، تنبري دولة صغيرة لمساعدتها، من بين تحالف سياسي واقتصادي وعسكري واجتماعي، وفِي الوقت ذاته تأوي قاعدة عسكرية غربية، من دولة لا تتفق، مع معظم الدول الغربية، في كثير من الأمور يأتي في مقدمتها التجهيز العسكري والنووي. لقد أعجبني ما قاله وزير الخارجية الجبير، إذ قال: إن في صالح قطر ما تطالب به دول مجلس التعاون، العالم كله، استشعر بما قال ما ورد في الحديث الشريف 'انصر أخاك ظالماً ومظلوماً' قيل ننصره مظلوماً فكيف به ظالماً، قال صلى الله عليه وسلم ترده إلى الحق، أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام. ومن وجهة نظر جيوإستراتيجية فان من صالح قطر ألا تخرج عن التحالف الخليجي، فمصلحة الخليج من مصلحتها، ستخسر قريباً أو عبر الأجيال إن شذت عن إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدروس كثيرة والعبر في أحداث قريبة وبعيدة، إذ كيف تجنح للتحالف مع دولة غير صديقة تدعم الإرهاب وتتدخل في كل صراع وعنف يحدث في الإقليم، لننظر شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، في العراق والشام ولبنان واليمن والبحرين وفِي أفغانستان والباكستان، والآن تقدم دولة خليجية من نسيج الخليج الاجتماعي والتاريخي والاقتصادي والجيوسياسي، لتتحالف مع الدولة الفارسية، لصالح من هذا التحالف؟ بالتأكيد ليس في صالح مواطنيها ولا مواطني الإقليم؟ هل في ظنها أنها ستكسب مجالاً حيوياً أكثر مما لديها؟ أو قوة جيوإستراتيجية أكثر مما لها؟ أو وزناً جيوإستراتجياً أعظم مما تمتلك؟ لن يحدث أي من ذلك، بل ستدخل في نفق مظلم، لا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى، ما سينتهي إليه، ستخسر مكتسباتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأعظم من ذلك الأمنية، كنّا نظن أن قطر تجنح لأن تكون الدولة الإسكندنافية في الخليج، دولة اللقاءات العلمية والرياضية والمؤتمرات والندوات والمنافسات، كنّا نظن أن الدوحة ستكون دبي الأخرى تستقطب المهرجانات والمعارض الدولية، وإذا بِنَا نراها تحاول العوم في بحر لم تسير عمقه وليس لها من المهارة في القفز في عبابه.