في طريقي للقاء زميل للتو حط رحاله عائداً من بلد الابتعاث بعد أن أنهى هذه الرحلة وتوج ذلك بحصوله على درجة الدكتواره، وأنا في طريقي بدأت أُفكر بسيناريو هذا اللقاء وأهم الجوانب التي يمكن الحديث عنها خصوصاً أنني في تلك الفترة لم أبدأ هذه الرحلة بعد... أعددت بعض الاستفهامات وكنت على يقين بأنني سأستمع لتلكم الإسطوانة المشروخة التي غالباً ما يرددها العائدون إلى الوطن. بعدما وصلت وبعد الفراغ من المقدمات بدأ زميلي باستعراض تجربته بشيء من الفخر والنشوة، صعوبة المرحلة، حجم المعاناة والجهد وكذلك لذة النجاح وتحقيق المبتغى... لكن سرعان ما تغيرت اللغة التي يسودها التفاؤل إلى نقيض ذلك... قال وتعابير وجهه عنوانها الإحباط (الوضع مُحبط، مؤسسات حكومية أبعد ما تكون عن المؤسساتية، بيروقراطية مميتة، فوضى، فرديات "عنتريات".... إلخ ). أوردتُ ما سبق لإيماني بأن مثل هذه المواقف ستصبح من الماضي، بل هي كذلك.. حديثي اليوم عن رؤية 2030 وعرَّابها. عندما يكون الرجل الثالث في الدولة هو محمد بن سلمان فليس أمامك خيار إلا التفاؤل، بل أذهبُ إلى أبعد من ذلك حيث أرى أن التفاؤل مطلب وليس خياراً فحسب، كيف لا وهو الذي في كل ظهور يمنحنا جرعات مضاعفة من التفاؤل، أقصد هنا التفاؤل المنطقي المبني على تحليل ودراسة واستشراف للمستقبل. الأمير الشاب أتى ليحدث تلك النقلة النوعية التي طالما ما كانت حُلُماً يداعب مخيلة مواطني هذه البلاد. من منا لم يقرأ سيرة مهاتير محمد الأب الروحي لماليزيا المزدهرة، ومن منا لم يستوعب حجم النقلة التي أحدثها إردوغان في بلده ولمصلحتها، أوردت هذه الأمثلة بحكم أنها دول إسلامية والقائمة تطول، وأنا على يقين بأن هذه القائمة تستعد لاحتضان اسم المملكة. حكومتنا وبهذه الرؤية تقدمت وتنتظر منا أن نكون خير معين في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ بلادنا، فلا مجال إلا للعمل لمواكبة هذا القفزات العملاقة حتى تتبلور هذه الرؤية عملياً بالشكل المأمول. وأخيراً أهمس بإذن كل شاب بعبارة سمو ولي ولي العهد لصحيفة واشنطن بوست (السماء هي حدُ طموحاتنا) اجعلوا هذه العبارة نصب أعينكم حتى نصل عام 2030 وقد تحققت المُنى والآمال.