في عام 1937م قامت الجيوش اليابانية باحتلال الأراضي الصينية. وقتها كانت الحرب الداخلية في الصين تعصف بين الوطنيين والشيوعيين. واقترح عدد من الشيوعيين أن يتركوا الوطنيين وحدهم يقاومون الاحتلال الياباني لكي تنهك قواهم. ولكن زعيم الشيوعيين (ماوتسي تونج) أصر على دخول الشيوعيين للمعركة لسببين: أولا؛ مساحة الصين كبيرة ولن تتمكن اليابان من فرض سيطرتها وسينتهي الاحتلال. ثانيا؛ حرب المقاومة ستكون أفضل فرصة لتأهيل كوادر الشيوعيين التي تعاني الترهل. وفعلاً انتهت الحرب العالمية الثانية وانسحبت اليابان من الصين، والشيوعيون قد أصبحوا أكثر قوة وتنظيما بسبب المشاركة في الحرب وتمكنوا من القضاء على الوطنيين. وبعد سنوات زار وفد ياباني الصين وحاول أحد اليابانيين تقديم الاعتذار للزعيم الصيني (ماوتسي تونج) الذي رد عليه قائلا: "يتوجب علي أن أشكركم، فما كنا لنصبح بهذه القوة لولا وجود خصم قوي وعنيد".. في الواقع أن الأعداء قد يسهمون بشكل كبير في رسم مسيرة النجاح. فوجود اليهود بالمدينة المنورة كان سبباً مهماً لإقبال الأنصار على قبول دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم. وغزوات الرسول الكريم كانت إعداداً لجيوش الفتح الإسلامي لهزيمة امبراطوريتي فارس والروم لاحقا. وعلى مستوى الحياة الشخصية فنجد أن مكر إخوة يوسف عليه السلام وإلقائه في غيابة الجب قاده لبيت العزيز، ومكر امرأة العزيز بيوسف وإلقائه في السجن قاده ليكون على خزائن الأرض.. ولكن كيف يجب أن يكن التعامل مع الأعداء؟ إليكم هذه النصائح: إياك أن تزعج عدوك إذا رأيته يرتكب الأخطاء. (نابليون بونابرت) إذا أردت السلام مع عدوك فيجب عليك أن تعمل معه، فوقتها سيصبح شريكك. (نيلسون مانديلا) فنون الحرب تعلمنا ألا نعتمد على أساس عدم قدوم أعدائنا بل على استعدادنا للتصدي لهم. لا تعتمد على فرصة عدم هجوم عدوك بل في وضع نفسك في موضع لا يمكن فيه الهجوم عليك. (سن تزو) أفضل سلاح ضد العدو هو عدو آخر. (فريدريك نيتشه) سامح أعداءك، ولكن إياك أن تنسى أسماءهم. (جون كينيدي) وبشكل عام، فوجود الأعداء ضريبة النجاح. فما عليك إلا أن تتوكل على الله وامض في طريقك مستمتعاً بمكايد أعدائك ولا تتفاجأ من خذلان من كنت تظنهم أصدقاءك. وتذكر أن أعداءك كنز إذا حمسوك وأحسنت استغلال انتقاداتهم لمعالجة عيوبك. أما أعظم نصيحة للتعامل مع الأعداء ففي قوله عز وجل: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).