كشف د. أحمد بن عبدالعزيز البسام -أستاذ التاريخ بجامعة القصيم سابقاً- عن أن هناك كتب كثيرة للشيخ المؤرخ إبراهيم بن عيسى لم تجد طريقها للطبع، وأن المطبوع من مؤلفاته -رحمه الله- أقل بكثير مما كتبه في حياته، مشيراً إلى أن ما كتبه المؤرخ عن "الأنساب" لم يظهر أيضاً أكثره بالمكتبات. جاء ذلك في ندوة تاريخية عُقدت مؤخراً بمجلس المهنا بالبلدة القديمة بمحافظة شقراء بعنوان : "الشيخ المؤرخ إبراهيم بن عيسى .. تراثه العلمي ومصادره التاريخي" وقدم لها يوسف بن عبدالعزيز المهنا. وجمعت عدداً من المهتمين بالتراث. ثم تناول البسام نشأة الشيخ ابن عيسى، الذي وُلد عام 1270ه، في أشيقر، وحفظ القرآن الكريم صغيراً، وقال: إنه بالرغم من أن الفترة التي كانت تمر بها منطقة نجد وقتها كانت عصيبة، إلا أن ذلك لم يثنه عن التعلم، وكان الشيخ علي بن عبدالله بن عيسى هو أول من أخذ عنه المؤرخ العلم، وقد استفاد ابن عيسى من مكتبات العلماء استفادة كاملة وأولها مكتبة شيخه علي بن عيسى، وكان كثيراً ما يراجعه في المسائل الفقهية، وكان الشيخ الثاني الذي أخذ عنه العلم هو ابن عمه أيضاً الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى، ثم واصل ارتحاله وجمع العلم من شيوخ آخرين، منهم الشيخ السلفي ابن عكاس، وغيره. كما تناول البسام الحديث عن المزاد الذي أقيم لبيع مكتبة إبراهيم بن عيسى القيمة، كما أشار إلى ما عُرف ب "الكناش" في مسيرة ابن عيسى العلمية، وقال: إنه لم يكن معداً للطباعة، وإن كان يحوي معلومات قيمة يأخذ منها من يريد، وللشيخ "كناشات" صغيرة مؤلفة من 30 و50 ورقة موجودة بمكتبات عنيزة، وشقراء والكويت وغيرها، أما الكناش أو الكناشة فهي عبارة عن أَوْرَاقٍ تكون كالدَّفْتَرِ كان يُقَيَّدُ فيها العلماء بالماضي الفَوَائِد والشَّوَارِد المختلفة، وغالباً تكون كالمذكرة المكتوبة ليرجع إليها العالم فيما بعد وليست للطباعة.