نفذت القوات الجوية المصرية مساء أمس ست ضربات مركزة ضد معسكرات تدريب إرهابية مدعومة من داعش في ليبيا إثر هجوم دموي جديد استهدف الأقباط في مصر، بحسب ما أعلن التلفزيون المصري. وقالت مصادر مصرية رفيعة المستوى أن الضربة تمت بناء على معلومات استخباراتية بتنسيق كامل مع أفرع وأجهزة القوات المسلحة المختلفة، وذلك بالتنسيق الكامل مع الجانب الليبي، وقد عادت الطائرات إلي قواعدها بعد أن حققت الضربة هدفها بنسبة 100 في المئة. ويأتي الإعلان عن استهداف تلك المعسكرات بعد دقائق على كلمة وجهها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الشعب المصري وقال فيها انه تم توجيه ضربة لمعسكر تدريب عناصر إرهابية رداً على الاعتداء على حافلة اقباط أوقع صباح أمس. وقال السيسي: "إنّ ما رأيناه اليوم لن يمر هكذا"، مشدداً على أن "مصر لن تتردد في توجيه ضربات ضد معسكرات الإرهاب في أي مكان سواء في الداخل أو الخارج". وأكد الرئيس السيسي أن هدف الإرهاب إسقاط الدولة المصرية وضرب النسيج الاجتماعي داخلها. وقال: "بعد سقوط النظام الليبي، كنا نعلم أن هناك شراً كبيراً سيأتي لمصر، وكانت القوات تتواجد على الحدود لتأمين البلاد". وتابع: "خلال العامين الماضيين فقط، عبرت الحدود مع ليبيا 1000 مركبة دفع رباعي، وخلال الثلاث شهور الماضيين دمرنا تقريباً 300 مركبة، وكل هذا كان يستهدف المصريين وأمننا". وأكد السيسي في كلمته ضرورة معاقبة الدول التي تدعم الإرهاب وتقدم له المال والسلاح والتدريب، رافضاً "المجاملة أو المصالحة معهم". ووجه السيسي نداء إلى الرئيس الاميركي دونالد ترامب قال له فيه "اعلنت ان مهمتك الاولى هي مواجهة الارهاب وأنا واثق من انك قادر على ذلك". وفي ردود الفعل الدولية قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في بيان عن مكتبه الصحفي:"الإرهابيون يخوضون حربا ضد الحضارة، وعلى جميع من يقدّرون قيمة الحياة أن يواجهوا هذا الشر وأن يهزموه". من جانبه دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الهجوم الإرهابي الذي وقع في المنيا بمصر. وشدد غوتيريش في بيان له على أنه "لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لمثل هذا العنف المروع". وقال البابا فرنسيس تعليقا على الاعتداء انه "شعر بحزن عميق لدى إبلاغه بالاعتداء الوحشي في وسط مصر"، ومعرباً عن "تضامنه العميق مع كل الذين طالتهم هذه الفظاعات". وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه لنظيره المصري عبدالفتاح السيسي مؤكداً ان سقوط هؤلاء الضحايا "دليل جديد على بربرية ووحشية الإرهاب" مؤكداً أن "منفذي ومدبري هذه الجريمة لا ينبغي ان يفلتوا من العقاب". من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "باسم فرنسا أدين بأشد العبارات هذا العمل الجبان"، وأكد "تضامنه الكامل مع السلطات المصرية والشعب المصري"، مشدداً على أن "فرنسا تقف بشكل حاسم مع مصر في حربها ضد الارهاب". كما ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان نقلته وكالة الانباء الفلسطينية بهذا الحادث الآثم، مؤكداً "وقوف شعبنا إلى جانب مصر وقيادتها برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي في حربهم ضد الإرهاب وضد من يحاول خلق الفتنة والمس بالنسيج الاجتماعي". وقتل في الهجوم الذي شنه صباح أمس مسلحون على حافلة كانت تقل أقباطاً في ألمنياجنوبالقاهرة الجمعة 28 شخصاً. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان أن "مجهولين يستقلون ثلاث سيارات رباعية الدفع اطلقوا النيران بشكل عشوائي" على حافلة الاقباط. وأضافت أن الهجوم وقع "على طريق صحراوية فرعية" تؤدي الى دير الانبا صموئيل، مشيرة الى انها تكثف جهودها لضبط الجناة. في مدينة مغاغة الواقعة بشمال محافظة المنيا تجمع نحو خمسين شخصاً مساء أمس امام مطرانية الاقباط الارثوذكس، حيث اقيمت الجنازة على اثنين من الضحايا قبل تشييعهما. وألقى الانبا اغاثون اسقف مغاغة كلمة أمام المشيعين أكد فيها أن مرتكبي هذا الاعتداء "واهمون إذا كانوا يظنون أنهم يكسرون الدولة المصرية" بمثل هذه الأعمال مضيفاً "كما أنهم واهمون إن كانوا يظنون أنهم يستطيعون كسر الاقباط". وقالت وزارة الصحة أن الاعتداء أوقع 28 قتيلاً و24 جريحاً. وأكد مستشار وزير الصحة المصري للرعاية العاجلة شريف وديع للتلفزيون الرسمي أن هناك "عدداً كبيراً من الأطفال" بين الضحايا. وطالبت الكنيسة القبطية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على فيسبوك السلطات ب"اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي خطر هذه الحوادث التي تشوه صورة مصر وتتسبب في آلام العديد من المصريين". وأكدت مواساتها لكل الأسر المجروحة وتألمها مع كل الوطن لهذا العنف والشر الذي يستهدف قلب مصر ووحدتنا الوطنية التي هي أثمن ما نملكه ونحفظه ونحميه".