أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في اتصال هاتفي مع الرئيس عبدالفتاح السيسي «وقوف المملكة إلى جانب مصر وتضامنها الكامل معها في مواجهة الإرهاب الغاشم»، وذلك غداة إخطار مصر رئيس مجلس الأمن بأن الضربات الجوية التي استهدفت مواقع التنظيمات الإرهابية في مدينة درنة شرق ليبيا تتسق مع «الحق الشرعي في الدفاع عن النفس ومكافحة الإرهاب»، فيما أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري لنظيره الأميركي ريكس تيلرسون أن منفذي الهجوم المسلح على حافلة الأقباط في المنيا الجمعة الماضي «تدربوا في المعسكرات التي قصفت». وأوضح بيان رئاسي مصري أن السيسي تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من العاهل الأردني أعرب خلاله عن خالص تعازيه لمصر في ضحايا الحادث الإرهابي الخسيس، كما أعرب عن تمنياته بالشفاء العاجل لجميع المصابين، وأكد وقوف بلاده إلى جانب مصر وتضامنها الكامل معها في مواجهة الإرهاب الغاشم الذي لا يعرف ديناً ولا وطناً. من جانبه، أعرب السيسي عن تقديره حرص الملك عبدالله الثاني على تقديم التعازي، مثمناً تضامن الأردن مع مصر، بما يعكس قوة العلاقات بين البلدين وخصوصيتها، وما تتميز به من روابط تاريخية وثيقة. وشدد على عزم مصر على «مواصلة جهودها الدؤوبة للتصدي للإرهاب»، مؤكداً أن الحادث الأخير جاء ليزيد المصريين إصراراً على الاستمرار في تلك المسيرة والتمسك بوحدتهم وتكاتفهم الوطني. في غضون ذلك، صلى بابا الفاتيكان فرنسيس أمس، من أجل ضحايا الهجوم على حافلة الأقباط في مصر وضحايا هجوم مانشستر في بريطانيا. وقاد آلاف الأشخاص في صلاة من أجل الضحايا أمس، وقال إنهم قتلوا في «ضربة جديدة من العنف الوحشي» بعدما رفضوا أن «ينبذوا إيمانهم المسيحي». ودعا «الرب أن يقبل في سلامه هؤلاء الشهود الشجعان، هؤلاء الشهداء، وأن يبدل قلوب الإرهابيين». وأعرب رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح في رسالة بعثها إلى الرئيس المصري أمس عن أشد التعازي، بالأصالة عن نفسه ونيابة عن أعضاء المجلس، في الضحايا الأبرياء الذين قضوا في العمل الإرهابي الهمجي الجبان الذي وقع في المنيا الجمعة. وأضاف: «في الوقت الذي ندين فيه بأشد العبارات هذا العمل الإرهابي الوحشي الشنيع، نؤكد لكم وقوفنا ودعمنا ومساندتنا لمصرنا الحبيبة قيادة وحكومة وشعباً في حربها على الإرهاب والتطرف». وكانت بعثة مصر الدائمة لدى الأممالمتحدة سلمت، وفقاً للناطق باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، خطاباً إلى رئيس مجلس الأمن أخطرت من خلاله المجلس بأن الضربات الجوية التي استهدفت مواقع التنظيمات الإرهابية في مدينة درنة شرق ليبيا، تأتي «اتساقاً مع المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة المعنية بالحق الشرعي في الدفاع عن النفس، ومع قرارات مجلس الأمن المعنية بمكافحة الإرهاب». من جانبه، أطلع وزير الخارجية المصري نظيره الأميركي، في اتصال هاتفي، على الضربات الجوية لمعاقل الإرهاب شرق ليبيا، مؤكداً توافر جميع المعلومات والأدلة على تدريب العناصر الإرهابية المتورطة في حادث المنيا الإرهابي في تلك المعسكرات، إضافة إلى تورطها في حوادث إرهابية أخرى وقعت في مصر أخيراً، معرباً عن تطلع مصر للتعاون مع الولاياتالمتحدة في مواجهة ظاهرة الإرهاب. وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية أن شكري تلقى أول من أمس، اتصالاً هاتفياً من الوزير الأميركي للتعازي في ضحايا حادث المنيا. ونقل عن تيلرسون أنه أعرب خلال الاتصال عن خالص تعازيه وتضامنه مع مصر حكومة وشعباً ومع أسر الضحايا في مواجهة الإرهاب، وتأييد الولاياتالمتحدة الجهود المصرية في مكافحة الإرهاب، فضلاً عن استعدادها للتعاون مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب معلوماتياً ومخابراتياً وعسكرياً.