خرجت قطر عن الإجماع العربي والإسلامي في موقف معاكس للأهداف المشتركة. موقف قطر المعاكس هو موقف قديم يختفي ثم يعود معبرًا عن سياسة تتسم بالغموض. الموقف لم يكن مفاجأة إلا في توقيته بعد قمم عربية إسلامية أميركية عقدت في الرياض لأهداف سلمية تنموية تنتصر للإنسان في محاربة الفكر المتطرف والإرهاب، وحماية الإسلام من التشويه، ووضع حد للسياسة العدوانية الإيرانية تجاه الدول العربية. بعد تلك القمة الناجحة وما انبثق عنها من نتائج تصب في مصلحة السلام والتنمية وتعزيز التضامن الدولي ضد الإرهاب. بعد ذلك تأتي قطر المشاركة في تلك القمم لتتخذ موقفاً منفرداً كأنه يقدم المبررات لمواقف إيران العدائية تجاه العرب. موقف قطر القديم المتجدد يفتح ملف أسئلة لا حصر لها حول الالتزام بمبادئ وأهداف مجلس التعاون الخليجي، والأسس التي قامت عليها جامعة الدول العربية. ما هو موقف السياسة القطرية تجاه العبث الإيراني في لبنان والعراق وسوريا واليمن؟ ما هو الموقف تجاه إشعال إيران لحرب طائفية؟ ما هو الموقف تجاه أعمال إيران التخريبية في مواسم الحج؟ ما هو الموقف تجاه الاعتداء الإيراني على سفارة المملكة في إيران؟ هل تسعى قطر إلى مجد منفرد؟ وكيف تستطيع ذلك وهي تبحث عن العزلة بسياسة إعلامية غير مسؤولة ومواقف سياسية انفعالية؟ وإذا كانت قطر حريصة على عضويتها الخليجية والعربية، فكيف تتحقق المصداقية بمواقف متناقضة، وإساءات إعلامية متكررة استهدفت المملكة فتعاملنا معها بالحكمة والحرص على وحدة الصف؟ ما الذي تهدف إليه قطر بخروجها عن الاجماع العربي والإسلامي؟ وكيف تدافع عن إيران وهي تنشر الإرهاب والكوارث الإنسانية في بلادنا العربية؟ إيران تنفذ سياسة عدوانية ضد الدول العربية وهذا واقع لا يحتاج إلى دليل وتصريحات إخواننا المجاورين لنا تقول إنه ليس من الحكمة أن نعادي إيران لأنها دولة إسلامية كبرى! إن ما تمر به المنطقة العربية من ظروف صعبة بل ما يعاني منه العالم أجمع من توتر، وعمليات إرهابية، وتحولات سياسية لا يحتمل إيجاد شرخ جديد في المنظومة العربية, ولا يحتمل سياسات إعلامية ذات طابع تحريضي وذات مصداقية تدور حولها أكثر من علامة استفهام من حيث أهدافها وتطابقها مع الواقع الذي تعيش فيه. العالم اليوم بأمس الحاجة إلى التضامن ضد التطرف الفكري والإرهاب. العالم اليوم يبحث عن الحكمة والأمن والسلام وهذا كان من أهم أهداف قمم الرياض. تلك القمم التي لا يكفي المشاركة فيها حضورياً، ويتطلب تحويل نتائجها إلى واقع إلى التزام المشاركين فيها قولاً وعملاً وليس التنصل منها في اليوم التالي!