الخليج بيت واحد، ومصير واحد، وشعب واحد، الانقسام في هذا البيت خسارة على الجميع، وضعف لا يبرر قوة طرف على طرف، هذه قناعة سعودية راسخة لا تغيرها أفعال ضارة تصدر من شقيق، وقع أكثر من دليل بيد السعوديين يثبت تدابير قام بها الشقيق لضرب الاستقرار السعودي وزرع بذور الفتنة والفوضى، فتجاوزت المملكة أخطاء الدولة العزيزة، من أجل مستقبل موعود بالتضامن والاتحاد والمصير الواحد.. المواجهة السعودية الإيرانية واقع مشاهد على أكثر من صعيد سواء السياسي أو العسكري، ومرشح لمزيد من التصادم، فأشقاء البيت الواحد، لهم مواقف لا تعكس ثقافة البيت الواحد تجاه إيران، فبعض الأشقاء وسط هذه المواجهة الحامية يريد أن يكون محايداً ووسيطاً وربما حليفاً لدولة الملالي، الموضوع ليس أخباراً مسربة أو نفي تسريبات، أو نوايا غير حسنة تم الاعتذار عنها، الموضوع للأسف موضوع مواقف، ومواجهة مع المشروع الإيراني، وليس موقفاً سعودياً اختار الوقوف مع دولة عربية ضد الدولة العزيزة، أو ضد تجارة واستثمار هذه الدولة العزيزة، ففي مرحلة التجهيز للمواجهة مع العدو الفارسي، يمد الشقيق يده للعدو مهنئاً ومناصراً ومتضامناً، كيف يمكن تبرير هذا العمل؟ المملكة لا تملي على الأشقاء سياسات ومواقف، ولكن في نفس الوقت لا تقبل غدر الشقيق واصطفافه مع العدو، الأمر خطير ويتعلق بوجود من عدمه، عندما كان الفعل الشائن يأتي من الشقيق ضد المملكة، تجاوزته، لأنها رأت في الحديث مع القذافي عن تغيير النظام السعودي زلة، أو حسداً إنسانياً يزول بالتجاوز والمغفرة، أما أن يكون الموقف متضامن مع دولة تخطط لهدم البيت السعودي، فالتجاوز عنه تجاوز على المسؤولية والتاريخ والشعب، الإساءة عندما تكون من شقيق لشقيق العاقل يتجاوزها، والكريم يغفرها.. فرهن قرار الدولة العزيزة بيد حزب الله وحماس، والإخوان المسلمين، أمر غير مستساغ سياسياً، فبناء شعبية جماهيرية قائمة على نشر الفوضى، عمل لا بد أن يرتد على أصحابه. الإخوان المسلمون جماعة إن لم تستطع أن توظفها في مشروع سياسي وظفتك في ثورة، وظفها جمال عبدالناصر في مشروعه، والسادات وصدام حسين، وعندما انتهت صلاحيتهم قضوا عليهم، في الدولة العزيزة حصل العكس فالإخوان يعملون على توظيف هذه الدولة في مشروعهم، الذي لا يقوم على اعتبار للهوية أو الوطن، مشروع هلامي، لا يمكن لعاقل أن يمسك به، وهذا سر بقائه، من هذا الهلام يتوفر التمويل والامتيازات لقادة الجماعة، فالدولة العزيزة مازال باب العودة عن الأخطاء مفتوحاً أمامها.