أكد عدد من النواب في مجلس الأمة الكويتي دعمهم للقرار الحكومي باستدعاء السفير الكويتي في طهران بعد الاعتداءات على سفارة المملكة العربية السعودية، مشددين على أهمية عقد جلسة خاصة للمجلس للوقوف على الخطوات الحكومية تجاه التطورات الأخيرة في المنطقة، حيث ثمّن نائب رئيس مجلس الأمة الكويتي مبارك الخرينج قرار الحكومة باستدعاء سفير الكويت لدى إيران إلى الكويت، وإعلان وزارة الخارجية الكويتية وقوف الكويت الكامل مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية، معربة عن احتجاجها ورفضها التام لما قام به الغوغاء الذين تحركهم جهات رسمية خاصة في إيران، من اعتداء سافر على السفارة السعودية بطهران والقنصلية السعودية بمشهد أمام مسمع ومرأى السلطات الإيرانية، والتي لم تتعامل بجدية وبالحفاظ على السفارات والهيئات الديبلوماسية التي تفرض عليها المواثيق الدولية حمايتها. وأكد الخرينج أن هذا الموقف من الكويت تفرضه علينا وحدة المصير المشترك مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية وباقي دول مجلس التعاون الخليجي، ضد أي أخطار وتهديدات من الخارج ضد أي دولة خليجية، مؤكدا أن أمن دول الخليج واحد لا يتجزأ، وما يمس إحدى الدول يمس جميع الدول الخليجية ولا يقبل أحد من دول الخليج سواء قيادة أو شعوباً بتعرض إحدى دول الخليج لزعزعة في أمنها واستقرارها من قبل إيران أو غيرها. ونبه الخرينج إلى أن هذه الإجراءات الديبلوماسية من قطع للعلاقات وتخفيض للتمثيل الديبلوماسي مع إيران، جاءت نتيجة للعنجهية والتصرفات غير العاقلة والمتهورة من الجانب الإيراني تجاه دول الخليج العربي التي صبرت كثيراً تجاه التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي، ودعمها للإرهاب من خلال تحريض بعض الأفراد والتنظيمات لزعزعة أمن واستقرار البلدان الخليجية وزرعها للخلايا الإرهابية في الدول العربية. وأعرب الخرينج عن أمله في تعود إيران إلى رشدها وتحترم مبدأ حسن الجوار مع الدول الخليجية وتكف عن التدخلات في الشؤون الداخلية للدول الخليجية والعربية، وتعمل من أجل تعاون مثمر مع الدول العربية من أجل الصالح العام للجميع. وثمّن النائب د. منصور الظفيري دعوة رئيس مجلس الأمة لعقد جلسة طارئة سرية لمناقشة ما تشهده الساحة الإقليمية من مواقف متسارعة، معرباً في الوقت ذاته عن تأييده ودعمه لكل الإجراءات التي اتخذتها وزارة الخارجية الكويتية، باستدعاء السفير الكويتي من إيران على خلفية الاعتداء الغوغائي على السفارة والقنصلية السعودية في إيران. وأضاف النائب د. الظفيري، في تصريح صحافي، أن ما تشهده المنطقة يستدعي من نواب الأمة أن يدلوا بآرائهم ومواقفهم وفق مبادئ الديموقراطية وأطر الحوار بعيداً عن الانفعالات وبما يخدم الوفاق والمصلحة الوطنية، كما أشار رئيس المجلس إلى ضرورة أن يتحملوا مسؤولياتهم ممثلين عن الأمة للوقوف سنداً لصاحب السمو الأمير في هذه المرحلة. وأعرب عن واسع ترحيبه بخطوة وزارة الخارجية الكويتية باستدعاء سفيرها في طهران، مضيفاً أن ما قامت به حكومة الكويت يستحق منا جميعاً الثناء والإشادة لما يمثله ذلك الموقف من رسالة قوية لإيران، بأن الدول الخليجية كيان وجسد واحد، مستذكراً المقولة الخالدة للملك فهد بن عبد العزيز - طيب الله ثراه - حيث قال فيها بعد احتلال العراق للكويت عام 1990 « أما أن تعود الكويت أو تذهب السعودية معها». من جهته، رحب النائب طلال الجلال بخطوة وزارة الخارجية الكويتية باستدعاء سفيرها في إيران على خلفية اعتداء مجموعة من الغوغائيين على سفارة وقنصلية المملكة العربية السعودية في إيران. وقال الجلال إن ما قامت به حكومة الكويت يستحق الشكر والإشادة ويحمل أقوى رسالة لإيران بأن الدول الخليجية جسد واحد، والاعتداء على سفارة المملكة هو اعتداء على كل سفارات دول الخليج. كما أشاد بإعلان رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم توجيه دعوة لعقد جلسة خاصة لمناقشة آخر التطورات، مؤكداً أن المجلس ستكون له كلمة بشأن الأعمال الغوغائية التي قام بها إيرانيون بحرق مبنى السفارة والقنصلية السعودية بإيران. وأكد الجلال دعم الشعب الكويتي لكل الإجراءات التي تتخذها المملكة العربية السعودية من أجل حماية أمنها ومحاربة الإرهاب والتطرف، ونؤكد على حقها التام في اتخاذ كل ما تراه مناسبا لتحقيق أمنها الداخلي، كما نطالب بأن يكون موقف دول مجلس التعاون الخليجي موحد إزاء إيران. من جانبه، ثمّن النائب ماضي الهاجري استدعاء وزارة الخارجية سفير الكويت لدى طهران على خلفية الاعتداء السافر على السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران والمخالف للتقاليد الديبلوماسية، مؤكداً أن هذا الإجراء هو تعبير عن رفض الكويت لانتهاكات إيران لحرمة السفارة السعودية، لما يمثله ذلك من خرق صارخ للأعراف والاتفاقيات الدولية، وإخلال بالتزامات إيران الدولية بأمن البعثات الديبلوماسية وسلامة طواقمها. واعتبر الهاجري في تصريح صحفي، أنّ هذا الموقف الكويتي الرسمي يستحق الثناء وهو رسالة قوية لإيران وعدم احترامها سيادة الدول ومبادئ حسن الجوار، مؤكدا أن كل دول الخليج ترفض مثل تلك التدخلات السافرة التي من شأنها إرباك المنطقة وإدخالها في فوضى وعدم استقرار. كما أشاد بموقف الكويت استدعاء السفير الإيراني وتسليمه مذكرة احتجاج على اقتحام سفارة المملكة العربية السعودية والاعتداء على قنصليتها، وممارسة التخريب وإضرام النيران فيها، ما يمثل إخلالاً جسيماً بكل الأعراف والمواثيق الدولية الديبلوماسية. وشدد الهاجري على أن دول الخليج كلها جسد واحد وأمنها جميعاً جزء لا يتجزأ، مؤكداً أن منظومة دول مجلس التعاون الخليجي على قلب رجل واحد، وأي تهديد لأي من دولها يمثل تهديداً للجميع، مجدداً تأكيده أن أمن دول الخليج خط أحمر. بدوره، قال النائب مبارك الحريص: نحن مع الإجراءات الحكومية في شأن إجرائها الذي اتخذ بشأن استدعاء السفير من طهران. وأبدى النائب عبد الله المعيوف استغرابه من موقف الحكومة الكويتية من عدم التفاعل مع الاعتداءات الإيرانية على السفارة السعودية في طهران بالسرعة التي تفاعلت بها مملكة البحرين والإمارات، وعلى بقية دول الخليج أن يكون لها موقف حازم ورادع للقرصنة الإيرانية والفوضى التي تمارسها في منطقة الخليج، مشيراً إلى أنه ضد الجلسة السرية، إذ لابد من أن يعرف الشعب الكويتي من يقف من ممثليه داخل قبة عبد الله السالم مع هذه الأرض ودول مجلس التعاون والشعوب العربية، ومن يبرر لإيران فعلتها ويبحث عن الأعذار لها. ولفت المعيوف في تصريح صحفي إلى أن من يعتقد من النواب أن تصريحه يشمله فهذا من ينطبق عليه المثل «اللي على راسه بطحة يحس فيها»، مؤكداً أنه لا يهتم أحداً إنما واضح جداً من التصريحات دفاعهم عن إيران. ومضى قائلاً: من يريد أن يدافع عن إيران فلها حدود بحرية وجوية تربطنا معها بإمكانه الذهاب إلى البلد الذي يختاره. وأبان المعيوف أن القضية ليست تصريحات سياسية ورأياً، إنما قضية اقتحام سفارة والسيطرة عليها وإحراقها ولا ننتظر التبرير لهذا الفعل باستدعاء السفير الكويتي، ويكفي ما سمعناه من رئيس النواب الإيراني بعد إلقاء القبض على خلية العبدلي وهو يمثل سلطة ولا يمثل نفسه، وبالتالي من الصعب أن يكون هناك نوع من التساهل وتبسيط مثل هذه المواضيع، ومن لديه قناعة من النواب أو غيرهم بأن إيران ليست دولة خطرة تهدد دول مجلس التعاون، فعليه أن يذهب إليها ليتوسط لنا معها ويقول للإيرانيين «ليش تسوون جذي». ورأى المعيوف أن جلسة يوم الخميس القادم يجب أن نضع كنواب للأمة النقاط على الحروف بموقف واضح وللحكومة كذلك، حتى تحذو حذو المملكة البحرينية والإمارات، ليكون موقفها أشد على اعتبار أنها عانت من مثل هذه المشاكل، مشيراً إلى أنه إن لم تكن دول مجلس التعاون تقف صفاً واحداً تجاه ما حدث للسفارة السعودية في طهران وفي مناطق أخرى، فإنه سيحدث للكويت مرة أخرى. وأوضح أنه لا يوجد في كل الأعراف الدولية والعلاقات الديبلوماسية ما يجيز لإيران أن تقتحم سفارة أو قنصلية لأي دولة، وما يجري في إيران كدولة تمارس عمليات إرهابية ضد دول حقوقها وعلاقاتها الديبلوماسية. وزاد بقوله: لا نرضى بأن تتدخل الحكومة الإيرانية في شأن أي دولة في العالم، فما بالك بالتدخل في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي بدءاً من البحرين والإمارات والسعودية وأيضا في الكويت، فهناك من اتهم وننظر حكم القضاء في خلية العبدلي التي وراءها أيضاً إيران. وأشار المعيوف إلى ما تمارسه إيران من عمليات إرهابية سواء، بإيواء الإرهابيين أو مساعدة المنظمات الإرهابية أو بفرض الإرهاب الفكري والإعلامي على دول مجلس التعاون وبعض الدول العربية، مبيناً أن ما يجري في العراق وسورية هو بسبب إيران التي تصنف دولياً كدولة إرهابية، مشيراً إلى أن ما تنادي به من حرية وديموقراطية لا نراه ولا نسمع عنه، ونعلم تماماً أنها تعاني من قضايا داخلية تريد أن تنفس عنها وتوجه مشاكلها الداخلية إلى الخارج وهو أمر غير مقبول. من جانبه، أثنى النائب د. أحمد مطيع العازمي على دعوة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم إلى عقد جلسة خاصة، تتناول الاعتداء الإيراني السافر على سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة وقنصليتها في إيران. وقال النائب: إن دعوة الأخ رئيس المجلس تؤكد حرصه على أن يكون للبرلمان الكويتي موقف وكلمة بعد هذه الأحداث، مؤكداً أن الشعب الكويتي بجميع أطيافه يحملنا كممثلين لهم، أن يكون لنا رأي مساند للموقف الرسمي للدولة التي استدعت سفيرها في إيران تضامناً مع المملكة، إضافة إلى أنها أعلنت استنكارها وسلمت مذكرة احتجاج بسبب الاعتداء الإيراني على سفارة المملكة وقنصليتها، وكذلك أدانت التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي. وشدد النائب على أن هذه الجلسة لها أهميتها وينبغي أن تكون هذه الجلسة علنية ليعلم العالم أجمع موقف البرلمان الكويتي ومدى تضامنه مع الشقيقة المملكة العربية السعودية، إضافة إلى أن تلك الجلسة سوف تسجل موقف الشعب الكويتي رسمياً عبر ممثليه، بعد أن أعلنت الحكومة موقفها المتضامن مع المملكة، مشيراً إلى أننا لن نكتفي بذلك بل سنكرر مطالبتنا بطرد السفير الإيراني وقطع العلاقات الديبلوماسية بين الكويتوطهران. من جهته، أوضح النائب د. عبد الرحمن الجيران بقوله: إننا بحاجة لوضع النقاط على الحروف ونشكر الغانم لاتخاذ هذه الخطوة، ولا بد أن نتصارح بأن النظام الإيراني يعمل وفق عقيدة ومنهج، وهذا ما يجعله يصعب التعايش مع المحيط المجاور. وقال مازالت الكتب والمناهج التعليمية في إيران تغذي وتكرس فكرة المظلومية في التاريخ الإسلامي، مشيراً إلى انه للأسف مازالت إيران تفكر في عقلية العصور الوسطى التي لا يمكن أن تتلاءم مع الألفية الثالثة. وثمّن الجيران الإجراءات الحكومية باستدعاء سفير الكويت في طهران وتقديم مذكرة احتجاج خطية للسفير الإيرانيبالكويت. وأيد النائب د. عبد الله الطريجي الإجراءات التي اتخذتها الكويت في التعامل مع النظام الإيراني، والمنطلق من دعم نيابي وشعبي لا محدود ومناصر لإجراءات السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة غطرسة وخطر النظام الإيراني. وأضاف د. الطريجي، في تصريح صحفي، أنه مع عقد جلسة خاصة لمجلس الأمة للوقوف على آخر المستجدات والتطورات، مشيراً إلى أنه مع أن تكون الجلسة علنية لا سرية، وأن تخرج الجلسة بتوصيات واضحة لا مجاملة ولا ديبلوماسية فيها، وقال إن ما تعرضت له المملكة العربية السعودية الشقيقة يحتم علينا اتخاذ موقف موحد على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي وليس فقط في الكويت، وإلا فإنه لا فائدة من وجود مجلس التعاون إن لم يتخذ الموقف الذي لا نشكك أبداً في أنه سيحصل من قبل الدول الشقيقة في دفاعها عن المملكة، وأضاف: نحن أمام خطر إيراني واضح وسبق أن حذرنا ومازلنا نحذر من خلايا إيران، مشيراً إلى أنه تم في السابق القبض على خلية اعترف أعضاؤها بأنهم كانوا ينتظرون لحظة الصفر من إيران وحزب الله لاحتلال الكويت وإسقاط النظام. ودعا الحكومة الكويتية إلى رفع سقف المواجهة مع النظام الإيراني الذي تجاوز كل الأعراف والقيم الديبلوماسية والإنسانية، وأن تعلن الكويت وقوفها بكل الوسائل مع المملكة التي كانت ومازالت مواقفها خالدة في الدفاع عن الكويت، ومن واجبنا رد الدين لها على مواقفها المشرفة، لاسيما أنها في حرب حالياً مع إيران من خلال بوابة اليمن. وأشار د. الطريجي في تصريحه إلى الدور البطولي الذي يقوم به إخواننا وأبناؤنا من أفراد القوات المسلحة الكويتية في اليمن، مشيداً بدفاعهم عن الشرعية اليمنية في مواجهة أطماع إيران والحوثيين.