شهد الموسم الرياضي 2017 على مستوى "دوري جميل" وباقي المسابقات الأخرى أرقاما استثنائية ومميزة كان بطلها الأول الهلال بالسيطرة على نصف الغلة من البطولات المحلية على مستوى الفريق الأولى والأولمبي والشباب، إلا أن الأمر السلبي يتلخص بعدم الرضا بشكل واضح على لجنة الحكام الرئيسية التي مازالت تترنح على الرغم من رحيل اللجنة السابقة برئاسة عمر المهنا، وعدم استفادة الحالية برئاسة مرعي العواجي من الأخطاء السابقة واستمرار الهفوات خصوصا فيما يتعلق بتكاليف المباريات والتي لم توفق مما تسبب في احتقان الشارع الرياضي نتيجة العشوائية والمجاملات وتكرار بعض الأسماء على حساب الآخرين، ما جعل الأصوات تتعالى من الكثير من الأندية مطالبين بتواجد الأطقم الأجنبية لمبارياتهم حتى وصل مع نهاية الدوري إلى 35 طاقمًا أجنبيًا وهو رقم قياسي ما أوقع لجنة العواجي في حرج كبير أمام المتابع الرياضي لأن تكاليفها لم تكن مرضية وواضحة في جميع المسابقات ولم تعتمد على التقارير الخاصة بالمقيمين لتقيم مستوى الحكام، والتباين الواضح في التكاليف خصوصاً على مستوى "دوري جميل" حتى في المباريات الأقل جماهيرية وعلى الرغم من ذلك سجلت فشلا حتى في الفئات السنية. وأبدت اغلب الأندية تذمرها من بعض الحكام لكن من دون جدوى، كما أن العقوبات لم تكن واضحة ولم تعتمد اللجنة آلية واضحة للعقوبات مع وجود تباين من حكم إلى آخر، إضافة إلى انشغال مدير دائرة التحكيم السعودي الإنجليزي مارك كلاتينبيرغ بالتجهيز والاستعداد للمشاركة في المونديال المقبل، وكل هذه السلبيات كان ضحيتها التحكيم المحلي. يقول المقيم الآسيوي والحكم المونديالي المعتزل عبد الرحمن الزيد: "الأمر يطول في الحديث عن هذه النقطة ولكن الأفضل تجنب التكاليف والمجاملات ان وجدت، وأن يكون ذلك وفق طرق علمية عن طريق لجنة الحكام أو دائرة الحكام إذا كانت موجودة لأنهم الأدرى بمستوى الحكام من خلال التقارير الفنية وإذا استمر تواصل الأخطاء وتكرارها من بعض الحكام فاعتقد أن تواجد العنصر الأجنبي بالنسبة للحكام سيستمر بالدوري". فيما قال عضو لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم العضو السابق في لجنة الحكام بالاتحاد الدولي "الفيفا" البحريني عبد الرحمن عبد الخالق على سوء تكاليف الحكام والعشوائية: "أفضل طريقة لتكاليف الحكام من خلال متابعة دقيقة للحكم طوال الموسم لياقيا وفنيا وإداريا من حيث اللياقة وعلى لجنة الحكام أو دائرة التحكيم طوال العام فرض عدد ايّام التدريبات الأسبوعية تحت مدرب متخصص للياقة ومدرب آخر للنواحي الفنية وعمل على الأقل ثلاث دورات صقل في الموسم، وجلب الخبراء والمحاضرين من الدول الأخرى لزيادة خبرة الحكام في كيفية عمل التدريبات وأيضا تبادل الأفكار، وفنيا يجب العمل على فرض الاجتماع أربع مرات بالشهر ومناقشة التحليل الأسبوعي في الدوري المحلي، والجلوس مع الطاقم التحكيمي إذا أخطأ لوحده والعمل على التصحيح في آخر مباراة ومتابعة الحكام في جميع المستويات من مستجد إلى الدولي والعمل على دعم أي حكم صاعد ومتميز في المستوى، وإداريا يجب على اللجنة والدائرة تثقيف الحكم في كيفية احترام المواعيد سواء للاجتماعات أو التدريبات أو المباريات بوقت كاف وتثقيف الحكام في كيفية التعامل مع اللاعبين والمدربين أثناء المباراة بكل احترام وتقدير، أيضا التعامل مع الإعلام والجمهور خارج الملعب، وفِي النهاية على اللجان والدوائر التحكيمية معاملة جميع الحكام سواسية". وشدد نائب رئيس لجنة الحكام الرئيسية السابق سعد الأحمري على ضرورة أن التكليف يكون بالدرجة الأولى عن طريق دائرة التحكيم وإذا لم تكون هناك دائرة فاللجنة مختصة بذلك". انحدار في المستوى اما مدير إدارة الحكام بالاتحاد البحريني لكرة القدم وعضو لجنة الحكام بالاتحاد الخليجي لكرة القدم، جاسم محمود فيقول: "من الطبيعي أن اختيارات المباريات الحكام أي التعيينات في الفترات الماضية يتم عن طريق رئيس وأعضاء لجنة الحكام لأنها المسؤولة عن تسيير النشاط التحكيمي المحلي، وحاليا في جميع الاتحادات القارية والمحلية تقوم دائرة الحكام بتكليف الحكام وتتم مناقشة التوزيع والتعديل من رئيس اللجنة وأعضاء اللجنة، أما دور المقيمين السابقين يكون في دعم الحكام المحليين في وسائل الإعلام في الأخطاء غير الواضحة وإعطاء النصح للحكام واللجنة والإدارة إذا كانت علاقات حميمة وودية". بدوره يقول خبير التحكيم الشهير جاسم مندي: "الاختيار يكون عن طريق اللجنة وفق معاير فنية معينة للوصول لمستوى مرض لجميع الأطراف، بشرط المستوى المتكامل وعن طريق المقيمين في بلدك ممن هم ثقة ولجنة الحكام المعتمدة من اتحادك المحلي، ومقيمي بلدك يجب أن يتمتعوا بتاريخ تحكيمي دولي يثق فيهم الجميع، والمرحلة الثانية الأصعب وهي على المستوى القاري من يقيمك حاليا القليل والقليل جداً هم مؤهلون لتقديم المساعدة للحكام لرفع المستوى والشرح يحتاج إلى محاضرة طويلة في اعتقادي المستوى العالمي للحكام في انحدار على الرغم من التكنولوجيا الحديثة والتواصل السهل لكن شخصية وثقة الحكام تغيرت وهي الأهم في قيادة المباريات". عبد الرحمن عبد الخالق سعد الأحمري جاسم محمود جاسم مندي